لقاء أسيزي: لقاء مع عطايا الروح القدس

بحسب ماريا فوتشي، رئيسة حركة الفوكولاري

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

روما، الجمعة 15 يوليو 2011 (Zenit.org) – بعد مرور خمس وعشرين على لقاء الديانات الكبرى الأول الذي نظم في أسيزي بمبادرة من يوحنا بولس الثاني، تتساءل ماريا فوتشي، رئيسة حركة الفوكولاري، عن “العطايا الجديدة” التي سيمنحها الروح القدس خلال اللقاء المقبل الذي دعا بندكتس السادس عشر إلى عقده في 27 أكتوبر المقبل في أسيزي.

في لوسيرفاتوري رومانو، أرادت ماريا فوتشي أن تعبر عن “فرحها” و”امتنانها” لبندكتس السادس عشر على تنظيم هذا اليوم. “إنه الفرح الذي يولد أمام إلهام يعطي بالطبع سرعة جديدة وعمقاً في طريقة عيش المعتقدات الدينية الخاصة في خدمة السلام”، حسبما قالت.

تتحدث ماريا فوتشي عن السلام كـ “ضرورة ملحة” بينما ينتشر “الخوف من الدين” أكثر فأكثر، ويُتهم الدين بأنه سبب “الصراعات، التوترات، المخاوف، التعصب والاضطهاد” في العالم.

وتذكر ماريا فوتشي أن كيارا لوبيك، مؤسسة حركة الفوكولاري، كانت تتساءل في لندن سنة 2004 عن مستقبل مجتمعاتنا المتعددة الإتنيات والثقافات والديانات. “أمام مخاطر تصادم الحضارات، ذكرت برؤية القديس أغسطينوس في زمن سقوط الامبراطورية الرومانية تحت ضغط هجرة الشعوب: ليس فقط نهاية حضارة بل نشأة عالم جديد”.

قبل 25 عاماً، تم “اختبار رؤية هذا العالم الجديد خلال هذا اللقاء التاريخي الأول لزعماء العالم الدينيين في أسيزي”، بحسب اعتبار ماريا فوتشي. واليوم، يتلقى البابا بندكتس السادس عشر “التعليمات من سلفه” الذي كان يدعو آنذاك إلى “استعادة وحفظ روح أسيزي كسبب رجاء للمستقبل”.

خلال هذه السنوات الخمس والعشرين، تطورت الطريق التي فتحها الطوباوي يوحنا بولس الثاني “بفضل عمل الروح القدس الذي يربط بطريقة رائعة تعليمات البابوات وبادراتهم النبوية بحياة كثيرين من الشهود، والمؤسسات القديمة والجديدة، والرهبنات والحركات الكنسية الجديدة، التي أحدثها في الكنيسة الكاثوليكية وفي كنائس وجماعات كنسية أخرى”.

وذكرت قائلة أن الروح القدس هو الذي “يرشد التاريخ” لبلوغ “مشروع الوحدة الكبير” على الرغم من “الظلال الكثيرة التي تقيد كوكبنا”.

اليوم، “لا يمكن للحوار بين الأديان أن يقتصر على المسؤولين والباحثين والمتخصصين”، حسبما قالت ماريا فوتشي. “يجب أن يصبح حوار شعب، حوار حياة يبدو دوماً أكثر ضرورة من أجل تعايش سلمي في مدننا وبلداننا التي نعيش فيها جنباً إلى جنب مع المسلمين والبوذيين والهندوس والسيخ. إنه تاريخ لا بد من اكتشافه وربما اختراعه، من دون الرزوح تحت وطأة إشاعة التعصب والعنف”.

أضافت ختاماً: “لقد اختبرنا الوجه الحقيقي للإسلام وقوة السلام الناتجة عن الحوار، حتى في أماكن حاسمة مثل تركيا، الأراضي المقدسة، لبنان، باكستان، والولايات المتحدة، من دون نسيان أوروبا”. “في كل مكان، نعرف مسيحيين ومسلمين يشهدون لإمكانية الانتقال من الخوف من الآخر إلى اكتشاف الآخر، ولإمكانية وجود تبعات له في مسألة التعايش الأخوي في المدن”.

بالحديث عن مؤتمر عقدته مؤخراً حركة الفوكولاري في إيطاليا، ذكرت ماريا فوتشي كلمات أحد الأئمة: “تعلمت ألا ألجأ إلى منطق الصديق- العدو، وأن أراهن على وحدة العائلة البشرية المرتبطة بعلاقات الاتكال المتبادل والأخوة، وأنظر إلى الآخر واثقاً بأنني سأجد فيه ثروة مجهولة”.

ودعت قائلة: “فلنتابع ونصلّ منذ الآن للقاء أسيزي الكبير الذي سيعقد في أكتوبر المقبل. في انتظار العطايا الجديدة التي سيمنحها الروح القدس”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير