كلمة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي نهار الأحد 17 يوليو

روما، الاثنين 18 يوليو 2011 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي نهار الأحد من المقر الحبري في كاستل غاندولفو.

Share this Entry

***

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

أمثلة الإنجيل هي روايات قصيرة يستخدمها يسوع ليعلن أسرار ملكوت السماوات. باستخدام صور وأوضاع من الحياة اليومية، يريد الرب أن “يدلنا على الأساس الفعلي لكل شيء. يظهر لنا… الله الذي يفعل، الذي يدخل حياتنا ويريد أن يأخذنا بيدنا” (Gesù di Nazaret. I, Milano, 2007, 229). من خلال هذا النوع من الكلام، يدعونا المعلم السماوي إلى الاعتراف أولاً بأولية الله الآب: حيث يكون غائباً، لا يمكن أن يحصل خير. إنها أولوية حاسمة للجميع. إن ملكوت السماوات يعني بالضبط سيادة الله، وهذا يعني أنه يجب اعتبار مشيئته كالمعيار المرشد لحياتنا.

الموضوع المتناول في إنجيل هذا الأحد هو بالضبط ملكوت السماوات. يجب ألا تتم رؤية “السماء” فقط كعلو فوقنا، لأن لهذا المدى اللامتناهي أيضاً شكل سريرة الإنسان. يسوع يشبه ملكوت السماوات بحقل قمح، لكي يُفهمنا أن شيئاً صغيراً ومخفياً وإنما ذات قوة حيوية لا تقهر قد زرع فينا. على الرغم من كافة العوائق، سينمو الزرع وستنضج الثمرة. هذه الثمرة ستكون جيدة فقط إذا زرعت أرض الحياة وفقاً لمشيئة الله. لهذا، في مثل الزرع الجيد والزؤان (مت 13: 24، 30)، يخبرنا يسوع أن بعد زرع المعلم، “وبينما الناس نائمون”، جاء “عدوه” وبذر الزؤان. هذا يعني أنه ينبغي علينا أن نكون مستعدين للحفاظ على النعمة التي نلناها يوم عمادنا، بمواصلة تغذية إيماننا في الرب الذي يمنع تجذر الشر. خلال التعليق على هذا المثل، يلفت القديس أغسطينوس إلى أن “كثيرين هم في البداية من الزؤان، من ثم يتحولون إلى زرع جيد”، ويضيف: “لو لم يعاملوا بصبر عندما كانوا سيئين، ما كانوا ليتوصلوا إلى هذا التغير الجدير بالثناء” (Quaest. septend. in Ev. sec. Matth., 12, 4: PL 35, 1371).

أيها الأحباء، يشدد سفر الحكمة – المأخوذة منه اليوم القراءة الأولى – على هذا البعد للكائن الإلهي ويقول: “إذ ليس إله إلا أنت المعتني بالجميع… لأن قوتك هي مبدأ عدلك وبما أنك رب الجميع فأنت تشفق على الجميع” (حك 12: 13، 16). وهذا ما يؤكده المزمور 85: “إنك أيها السيد صالح وغفور ووافر الرحمة لجميع الداعين إليك…” (مز 85، 5). بالتالي، إن كنا أبناء آب بهذه العظمة والجودة، فلنحاول أن نشبهه! هذا هو الهدف الذي كان يسوع يسعى إليه بتبشيره؛ في الواقع، كان يقول للذين يصغون إليه: “فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم السماوي هو كامل” (مت 5، 48).

فلنلتفت بثقة نحو مريم التي ابتهلنا إليها يوم أمس باسم سيدة جبل الكرمل، لكي تساعدنا لنتبع يسوع بأمانة ونعيش كأبناء الله الفعليين.

***

نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2011

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير