حاضرة الفاتيكان،الثلاثاء 19 يوليو 2011 (Zenit.org).- أكّد مديرُ دار الصحافة التابع للفاتيكان اهتمامَ الكنيسة بالصومال والذي تمّ التعبير عنه من خلال تبرّع المجلس الحبري "قلب واحد" ونداء البابا اليوم.
وتحدّث الأبُ اليسوعي فدريكو لومباردي عن حالة الصومال في أحدث حلقة من أوكتافا دييس، البرنامج الذي يبثّه المركز التلفزيوني الفاتيكاني، قائلاً: "تواجهُ البلاد أسوأ فترة جفاف منذ عقود، كما أنّ مجاميع من الناس، وبضمنهم عدد لا يُحصى من الأطفال، يفرّون مشيًا على الأقدام إلى جارتهم أثيوبيا وكينيا بحثًا عن الماء والطعام.
وتصبحُ الحالة أكثر صعوبة في الجنوب حيث يمنعُ الاسلاميون الاصوليون التابعون لحركة الشباب مجاميعَ المساعدات من توزيع الغذاء.
وشدّد بندكتس السادس عشر على اهتمام الكنيسة بهذه البلاد، وحثّ على التضامن الدولي في حديثه بعد صلاة التبشير الملائكي ظهر اليوم مع المؤمنين في قصر كاستل غوندولفو.
وأرسل المجلس الحبري "قلب واحد" تبرّعًا مقداره 70.000 دولار كعربونٍ لاهتمام الكنيسة الجامعة.
وفي الخميس الماضي، وصفت منظمة اليونسيف الحالة في قرن أفريقيا بأنّها "أقسى حالة طوارئ إنسانية في العالم ... والصومال في مركز الأزمة".
وشرحت بأنّ "الحالة الضعيفة جدًا، والمتّسمة بالصراع وعدم الاستقرار، تصاعدت في الوقت الذي يضرّ فيه المناخُ وتغيّرُ الأسعار الشعبَ بقوّة".
إيقاظُ التضامن؟
وأشار الأب فدريكو في تعليقاته إلى "الحالة المأسوية" وإلى "حالة الطوارئ الإنسانية".
وقال: "هناك كلامٌ عن سيرٍ على الأقدام تحت تهديد وهجومات قطّاع الطرق، وحتّى الأطفال معرضون لهجمات الضباع".
وأكّد الناطقُ الرسمي باسم الفاتيكان بأنّ الكنيسة حاضرة وتعاني مع شعب الصومال، واستذكر ثلاثة عاملين في الكنيسة قُتِلوا في الصومال: أسقف (سلفادور كولومبو من مقاديشو) وراهبة ايطالية -.
وقال إنّ "عددَ الضحايا لا يُحصى في الوقت الحاضر حتّى من بين الطوائف المسيحية الأخرى وذلك بسبب كراهية الأصوليين، ومن بين السكان العزل أيضًا بسبب الصراع المسلّح بين الفصائل السياسية والعرقية".
وقال الأب لومباردي: "من عشرين عامًا والبلاد فاقدة للسيطرة، بينما تنشطُ أعمال القرصنة على السواحل" مشيرًا كيف "وجبَ على العديد من النشطاء الإنسانيين التخلّي عن مهامهم بسبب أعمال العنف والتهديد التي يواجهونها".
وشكى الأب اليسوعي موقفَ الجماعة الدولية التي تبدو وكأنّها "تركت هذا البلد المسكين لقدره"، مستسلمة للوضع على الرغم من نداءات البابا المتكررة في حديثه الأخير إلى أعضاء السلك الدبلوماسي.
وتساءل: "هل نحاولُ نحنُ أيضًا أن ننسى، أم ستؤدي الصورُ الرهيبة والنداءاتُ الأليمة لهذه الأيام إلى إيقاظ حسّنا بالمسؤولية والتضامن؟".