كندا، الثلاثاء 19 يوليو 2011 (Zenit.org). – يسوع في إنجيل يوحنّا 16 قال:21: إن المرأة تحزن عندما تلد لأن ساعتها حانت. فإذا وضعت الطفل لا تذكر شدتها بعد ذلك لفرحها بأن قد ولد إنسان في العالم 22: فأنتم أيضا تحزنون الآن ولكني سأعود فأراكم فتفرح قلوبكم وما من أحد يسلبكم هذاالفرح. 23: وفي ذلك اليوم لا تسألونني عن شيء. الحق الحق أقول لكم: إن سألتم الآب شيئا باسمي أعطاكم إياه 24: حتى الآن لم تسألوا شيئا باسم إسألوا تنالوا فيكونفرحكم تاما.
هل هنالك فرح اجمل من فرح الحياة؟
من الكلام الشعبي في لبنان بعد عزيمة او عيد او لقاء مفرح بين الأحباء يرحب الناس بعضهم البعض بكلمة “بفرحتَكَ بفرحتِك” يعني عرس او حدث مهم في الحياة مثل الدعوة إلى حياة كهنوتية او رهبانية مكرسة، اي تحول جذري بعهد جديد بين المحب والحبيب بين الرجل والمرأة بين العريس والعروس.
الفرح بالحبّ والحياة المكرسة عند الكاهن او المكرس للحياة الرهبانية هو ان يبذل الإنسان نفسه من اجل جسد المسيح السرّي الكنيسة.
أيضاً هنالك فرح الحياة بعد الشفاء من مرض او عملية جراحية، وفرح الحياة بالعودة إلى الوطن بعد السفر والغربة، وفرح الملائكة بعد توبة إنسان… والحياة كلها فرح.
الفرح بالحبّ والحياة يبدأ بين الرجل والمرأة بعهد الحبّ بينهما في سرّ الزواج، عندما يبذل نفسيهما الوحد إلى الأخر، وكما كانت تقول الطوباوية الأم تاريزا كلكوتا الهند بأن “الحبّ يبدأ في البيت“
الله محبة وهو نبع الحبّ والحياة والفرح، والبيت المبني على المسيح الذي قال يو-15-13: ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل نفسه في سبيل أحبائه، اساس هذا البيت صخر.
الفرح الذي يتكلم عنه يسوع هو الفرح بولادة إنسان عاش في رحم أمه تسعة اشهر أي فرح حياة الجسد. وفرح قيامته من الموت هو فرح الحياة الأبدية أي فرح الروح. والإنسان جسد وروح.
الفرحة بالزواج يتوجه ثمار الحبّ وحياة طفل في رحم الأم. والأطفال هم إكليل ومجد العائلة.
الحياة هي فرح وبهجة لانها اقوى من القتل وعدم الوجود! المرأة التي تلد طفلها تفرح به مع الأب، لانه ولد حيّ وتفرح بحياتها هي أيضاً لان الله اعطها هذه الحياة وشاركته مع الأب/الزوج بالحياة.
أما الأهل والأم بالأخص التي يُقتَل طفلها بالإجهاض، ليس عندها هذا الفرح لانها قتلت الفرحة قبل الإجهاض وعند الإجهاض وبعد الإجهاض، وإلى الأبد، لان الموت ابدي، والفرح بحياتها هي أيضا قد مات مع الطفل، وماتت المحبّة والإيمان والرجاء في روحها!. لهذه الأسباب كانت الطوباوية الأم تاريزا كلكوتا الهند تقول:بان الإجهاض يقتل شخصين الطفل وامه معاً.
الإجهاض يدمر الأم والطفل معاً، فيدمر هذه الفرحة ويمزقها، لانه لا تقدر ان تفصل الأم عن طفلها، وعندما يقتل واحد يتألم الأخر. لكن هنالك رجاء لهذ الام والأب المدمرين بالإجهاض، هو التوبة وسرّ الغفران والعودة إلى الله والكنيسة. لا ليرد الله فرحتهم بالطفل الذي مات بالإجهاض، بل فرحتهم وقيامتهم من موتهم.
ليست كل إمرأة حامل تفكر الإجهاض، لكن الأم التي عندها فكرة الإجهاض فقط يجب مساعدتها، لان الشرّ يبدء بفكرة إما منها أو من الأب أو من الجد والجدة او من الأصدقاء، والمدرسة.. لكن الصديق الصحيح لا يقترح موت الطفل بالإجهاض.
الفرح التام
الفرح الكبير هو ولادة يسوع المسيح مخلص العالم، هذا هو اكبر فرح في التاريخ. إفرحي وتهللي يا مريم العذراء.
الفرح الكامل، هو عندما نقدر نحن ككنيسة وشعب الله ان نقلع فكرة الإجهاض من المجتمع كلياً ومن هذه الأم المعرضة للإجهاض، بمساعدتها روحياً وجسدياً ومادياً ونفسياً ان تعيش هذه الفرحة الكاملة وتستقبل طفلها حيّ كامل، وإذا كانت لا تريده ومثلما تبنّى القديس يوسف يسوع المسيح، تضع الطفل للتبني. على الأقل تبقى فرحتها بالحياة للأبد، ولا يموت الرجاء والإيمان والمحبّة فيها.
كم هو جميل ان نبدأ حركة للحياة في الدول العربية تحت اسم فرح الحياة.