مدريد، الجمعة 19 أغسطس 2011 (Zenit.org) – لا يمكن لحياة رهبانية لأن تقوم من دون الشراكة مع الكنيسة، ولا يمكن لشخص مكرس أن يكون كذا، من دون الشراكة مع عائلته و جماعته الرهبانية.
في لقائه هذا الصباح بالراهبات الشابات من مخالق الجماعات المكرسة قال بندكتس السادس عشر أن التجذر الإنجيلي يتضح من خلال الشركة البنوية مع الكنيسة، ومع الرعاة الذين باسم الرب يقترحون وديعة الإيمان التي نالوها من الرسل، من سلطة الكنيسة والتقليد المسيحي.
في دير الإسكوريال، على بعد 50 كيلومتراً من مدريد قال قداسته أن الحياة المكرسة “تنشأ عن الإصغاء إلى كلمة الله وتقبل الإنجيل كقاعدة حياة”. وهكذا- أضاف – فالحياة المكرسة لاتباع المسيح في عفته وفقره وطاعته هي “تفسير” حي لكلمة الله، منها تنشأ كل هبة، وتريد كل قاعدة أن تكون التعبير عنها، بإعطاء الحياة لدروب حياة مسيحية متسمة بالراديكالية الإنجيلية” (كلمة الرب، Verbum Domini، رقم 83).
هذا التجذر الإنجيلي، بحسب بندكتس السادس عشر، لا بد أن يتجلى ويتجسد في الرسالة الموكلة لكل مكرس، أي في بالحياة التأملية التي تقبل في أديرتها كلمة الله في صمت بليغ، وفي مختلف أشكال الحياة الرسولية، في الأثلام التي تنبت منها البذار الإنجيلية في تربية الأطفال والشباب، في العناية بالمرضى والمسنين، في مرافقة العائلات، في الالتزام لصالح الحياة، في الشهادة للحقيقة، في إعلان السلام والمحبة، والالتزام التبشيري، وفي الكرازة الإنجيلية الجديدة، وأيضاً في مجالات أخرى من الإرسالية الكنسية.