مدريد، الأحد 21 أغسطس 2011 (ZENIT.org). – لم يرد بندكتس السادس عشر أن ينهي لقاء الشبيبة العالمي دون أن يكون له لقاء خاص مع المتطوعين الذين كانوا وراء الكواليس للتحضير البعيد والقريب للقاء الشبيبة العالمي.

وافتتح الأب الأقدس كلمته لهم معبرًا عن أنه إنما رغب أن يتوقف، قبل أن يعود إلى روما، لكي يشكرهم "من كل قلبه لأجل خدمتهم الثمينة".

إلى جانب كونه واجب عدالة اعتبر البابا العرفان واجب قلب فقال: "إن عرفاني هو ضرورة قلب، لأنكم لم تكونوا حريصين على الحجاج وحسب، بل على البابا أيضًا".

وأضاف: "في كل اللحظات التي شاركت فيها، أنتم كنتم هناك: البعض منكم بشكل ظاهر، وبالبعض الآخر وراء الكواليس، فجعلتم النظام المطلوب ممكنًا لكيما يجري كل شيء على ما يرام. لا يمكنني أن أنسى أيضًا جهود التحضير لهذه الأيام. كم من التضحيات، وكم من الحب!".

المحبة والخدمة

ودعا الأب الأقدس الشبيبة إلى حصاد الثمار من هذه الخبرة فقال: "أنا أكيد أن هذه الخبرة كمتطوعين قد أغنت حياتكم المسيحية التي هي في كنهها خدمة محبة. الرب سيحول تعبكم المتراكم، وهمومكم وأثقالكم إلى كثير من اللحظات المثمرة بالفضائل المسيحية: الصبر، الحلم، فرح عطاء الذات للآخرين، الجهوزية لتحقيق إرادة الله".

وأردف: "أن نحب يعني أن نخدم، والخدمة تزيد الحب. أعتقد أن هذه هي إحدى الثمار الجميلة لإسهامكم في يوم الشبيبة العالمي. ولكن هذا الثمر لا تجمعونه أنتم فحسب، بل الكنيسة بأسرها التي، في سر الشركة، تغتني بإسهام كل من أعضائها".

هذا ودعا الشبيبة في رجوعهم إلى حياتهم الاعتيادية، لكي يحفظوا في قلوبهم هذه الخبرة الفرحة ولكي ينموا كل يوم أكثر في عطاء الذات لله وللبشر.

ودعاهم إلى الإصغاء لقلوبهم ليسمعوا نداء الله لهم للتكريس السخي في مختلف الدعوات: الكهنوتية، الرهبانية أو الزوجية.

وختم بشكل فكاهي وجدي في آن قائلاً: "ربما يفكر أحدكم: البابا جاء ليشكرنا، وها إنه يسألنا الآن. نعم، الأمر كذلك. هذه هي رسالة البابا، خليفة بطرس. ولا تنسوا أن بطرس، في رسالته الأولى، يذكر المسيحيين بثمن فدائهم الغالي: دم يسوع المسيح (راجع 1 بط 1، 18 – 19). من يقيّم حياته من هذا المنطلق يعرف أنه يمكن الجواب على حب المسيح فقط بالحب، وهذا ما يطلبه البابا إليكم في هذا الوداع: أن تجيبوا على حب ذلك الذي أسلم ذاته حبًا".