"ابحث عن الحقيقة في شبابك، لأنك إذا لم تفعل ذلك، ستفلت من يديك"

البابا يتحدث إلى الأساتذة الشباب في مدريد

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

مدريد، الجمعة 19 أغسطس 2011 (ZENIT.org). – “ابحث عن الحقيقة في شبابك، لأنك إذا لم تفعل ذلك، ستفلت من يديك”، بهذه الكلمات لأفلاطون، حض بندكتس السادس عشر الأساتذة الجامعيين الشباب على البحث عن الحقيقة، وعلى العيش بحسبها، وعلى تعليمها للأجيال الصاعدة التي تبحث عن ركائز ومراجع في عالم متزعزع.

التقى البابا بندكتس السادس عشر، في معرض لقاءاته ليوم الشبيبة العالمي، بالأساتذة الجامعيين الشباب، وذلك في كاتدارئية سان لورنسو دي إيل إيسكوريال، وتحدث إليهم منطلقًا من حبرته كأستاذ جامعي شاب في مدينة بون الألمانية.

قال البابا عن هذه الخبرة التي بدأها غداة الحرب العالمية الثانية أنها انطلقت “عندما كانت جراح الحرب ما زالت بادية وكان هناك الكثير من الفقر المادي”، لافتًا إلى أن الأساتذة والتلاميذ كانوا يتخطون كل شيء “من خلال نشاط خلاب، من التواصل مع أساتذة المواد الأخرى، والرغبة في الإجابة على اضطرابات التلاميذ وتساؤلاتهم الجوهرية”.

تقديم مرجعيات للتأصل والرسوخ

ثم ذكر الحاضرين بشعار لقاء الشبيبة العالمي “وأنتم متأصلون ومبنيون في المسيح وراسخون في الإيمان” وتساءل: “أين سيجد الشباب هذه الركائز في مجتمع متدهور ومتزعزع؟”

وتابع: “يُظنّ أحيانًا أن رسالة الاستاذ الجامعي اليوم تنحصر بأن يعدّ مهنيين مختصين وفعالين يعرفون أن يتجاوبوا مع حاجات السوق في كل آن. ويُعتبر أيضًا أن الأمر الوحيد الذي يجب تفضيله في المنعطف الحالي هو القدرة التقنية البحتة”.

وشرح أنه عندما يتم التركيز فقط على النفعية وعلى الوضعية المباشرة كمعيار أساسي، فالخسائر يمكن أن تكون دراماتيكية: من استغلال العلم دون حدود، وأبعد بكثير من إمكانياتها، وصولاً إلى التوتاليتارية السياسية التي تتعرض للحياة بسهولة عندما نزيل كل مرجعية سميا ونكتفي بالحساب والتسلط”.

وتابع القول: “بالحقيقة، إن الجامعة كانت وما تزال مدعوة لكي تكون دومًا الدار حيث يتم البحث عن حقيقة الشخص البشري. لهذا الدافع، ولم يكن ذلك صدفة، عززت الكنيسة المؤسسة الجامعية، لأن الكنيسة تحدثنا عن المسيح كلوغوس خُلق فيه كل شيء”.

المعلم الحقيقي

ودعا الأساتذة الشباب إلى عيش عمق معرفة الحقيقة ولا نقلها شفهيًا وحسب فقال: “التزموا في تقديم الإيمان وتقييمه أمام ذكاء البشر. والسبيل للقيام بذلك ليس فقط من خلال التعليم، بل أيضًا مع خلال عيش الإيمان، وتجسيده، تمامًا كما تجسد اللوغوس لكي يسكن في ما بيننا”.

وأردف قائلا: “بهذا المعنى يحتاج الشباب لمعلمين حقيقيين؛ أشخاصًا منفتحين على الحقيقة الكلية في مختلف أصناف المعرفة، يعرفون أن يصغوا ويعيشوا في داخلهم هذا الحوار بين مختلف المواد العلمية؛ أشخاصًا مقتنعون فوق كل شيء بالقدرة البشرية على التقدم في المسيرة نحو الحقيقة”.

ثم شدد على ضرورة التواضع العلمي بالقول: “في العمل الفكري والتعليمي يشكل التواضع فضيلة لا غنى عنها يحمينا من المجد الباطل الذي يغلق باب الولوج إلى الحقيقة”.

<p>ولذا، تابع الأب الأقدس قائلاً: “لا يجب أن نجذب التلاميذ إلى ذواتنا، بل أن نوجههم نحو تلك الحقيقة التي نبحث عنها جميعًا. في هذه المهمة ستلقون عون الرب الذي يطلب إليكم أن تكونوا بسطاء وفعالين مثل الملح، ومثل السراج الذي ينير دون أن يثير ضجيجًا”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير