البابا إلى متطوعي يوم الشبيبة العالمي: "أن نحب يعني أن نخدم، والخدمة تزيد الحب"

خطاب البابا إلى متطوعي يوم الشبيبة العالمي السادس والعشرين

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

مدريد، الأحد 21 أغسطس 2011 (ZENIT.org). – ننشر في كلمة البابا بندكتس السادس عشر في لقائه بمتطوعي لقاء الشبيبة العالمي في مدريد، وذلك قبيل توجهه إلى المطار ورجوعه إلى إيطاليا خاتمًا لقاء الشبيبة العالمي السادس والعشرين.

* * *

أيها المتطوعون الأعزاء،

في ختام لقاء الشبيبة هذا الذي لا يُنتسى، رغبت أن أتوقف هنا، قبل أن أعود إلى روما، لكي أشكركم من كل قلبي لأجل خدمتكم الثمينة. إنه واجب عدالة وضرورة قلب. واجب عدالة لأنه بفضل إسهامكم، تمكن الحجاج الشباب أن يحظوا بضيافة ودية ومساعدة في كل حاجاتهم. ومن خلال خدمتكم قدمتم ليوم الشبيبة العالمي وجهها المحبّب، الودي والحريص على الآخرين.

إن عرفاني هو أيضًا ضرورة قلب، لأنكم لم تكونوا حريصين على الحجاج وحسب، بل على البابا أيضًا. في كل اللحظات التي شاركت فيها، أنتم كنتم هناك: البعض منكم بشكل ظاهر، وبالبعض الآخر وراء الكواليس، فجعلتم النظام المطلوب ممكنًا لكيما يجري كل شيء على ما يرام. لا يمكنني أن أنسى أيضًا جهود التحضير لهذه الأيام. كم من التضحيات، وكم من الحب! جميعكم، كلٌ كما يعرف وكما يستطيع، حكتم من خلال عملكم وصلاتكم لوحة لقاء الشبيبة الرائعة والمتعددة الألوان. شكرًا لالتزامكم! أنا شاكر لكم من أعماق قلبي لبادرة حبكم.

لقد اضطر الكثير منكم للتخلي عن المشاركة المباشرة في العديد من المناسبات، لأنكم كنتم ملتزمين بمهمات تنظيمية أخرى. ومع ذلك، إن هذا التخلي كان طريقة جميلة جدًا وإنجيلية للمشاركة في يوم الشبيبة: مشاركة الانتباه على الآخرين التي يتحدث عنها يسوع. بشكل ما حققتم كلمة الرب: “إذا أراد أحد أن يكون الأول فليكن خادم الجميع” (مر 9، 35). أنا أكيد أن هذه الخبرة كمتطوعين قد أغنت حياتكم المسيحية التي هي في كنهها خدمة محبة. الرب سيحول تعبكم المتراكم، وهمومكم وأثقالكم إلى كثير من اللحظات المثمرة بالفضائل المسيحية: الصبر، الحلم، فرح عطاء الذات للآخرين، الجهوزية لتحقيق إرادة الله. أن نحب يعني أن نخدم، والخدمة تزيد الحب. أعتقد أن هذه هي إحدى الثمار الجميلة لإسهامكم في يوم الشبيبة العالمي. ولكن هذا الثمر لا تجمعونه أنتم فحسب، بل الكنيسة بأسرها التي، في سر الشركة، تغتني بإسهام كل من أعضائها.

في رجوعكم إلى حياتكم الاعتيادية، أشجعكم لكي تحفظوا في قلوبكم هذه الخبرة الفرحة ولكي تنموا كل يوم أكثر في عطاء الذات لله وللبشر. من الممكن أن تكون قد توارد في قلوبكم بحياء أو بقوة هذا السؤال البسيط: ماذا يريد الرب مني؟ ما هو مشروعه في حياتي؟ هل يدعوني المسيح لاتباعه عن كثب؟ هل يمكنني أن أستغنم كل حياتي في الرسالة  معلنًا للعالم عظمة حبه من خلال الكهنوت، الحياة المكرسة أو الزواج؟

إذا تولد في قلوبكم هذه الحاجة وهذا الاضطراب، فاسمحوا للرب أن يهديكم وقدموا ذواتكم طوعًا لخدمة ذاك الذي جاء “لا ليُخدم بل ليخدم ويقدم ذاته عوضًا عن كثيرين” (مر 10، 45). ستحوز حياتكم ملئًا غير متوقع. ربما يفكر أحدكم: البابا جاء ليشكرنا، وها إنه يسألنا الآن. نعم، الأمر كذلك. هذه هي رسالة البابا، خليفة بطرس. ولا تنسوا أن بطرس، في رسالته الأولى، يذكر المسيحيين بثمن فدائهم الغالي: دم يسوع المسيح (راجع 1 بط 1، 18 – 19). من يقيّم حياته من هذا المنطلق يعرف أنه يمكن الجواب على حب المسيح فقط بالحب، وهذا ما يطلبه البابا إليكم في هذا الوداع: أن تجيبوا على حب ذلك الذي أسلم ذاته حبًا.

أشكركم مجددًا وليبارككم الرب دومًا.

* * *

نقله من الإيطالية إلى العربية روبير شعيب – وكالة زينيت العالمية

حقوق النشر محفوظة لدار النشر الفاتيكانية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير