اليوم العالمي للشبيبة، نوعية المشاركين كانت واضحة"

يتحدّث المسؤول عن اللجنة المنظمة، ياغو دي لا سيرفا

Share this Entry

مدريد، الخميس 25 أغسطس 2011 (ZENIT.org).- في تنظيم اليوم العالمي للشبيبة في مدريد، كانت هناك نقوصات غير متوقعة، إلاّ أن تأثيرها (أقلّ من 1% بحسب المنظمين) كان صغيرًا جدًا مقارنة بضخامة هذا الحدث.

هذا ما أكّده لزينيت في هذه المقابلة مسؤولُ اللجنة المنظّمة، ياغو دي لا سيرفا، الذي كان من أقرب الأشخاص على البابا في هذه الأيام الأربعة الخالدة.

وشرح دي لا سيرفا التحديات الكبيرة التي واجهت اليوم العالمي للشبيبة، وخاصّةُ في مطار كواترو فينتوس نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والاقبال الكبير للحجّاج في اللحظات الأخيرة.

لحظة صعبة أخرى تحدّث عنها كانت العاصفة الهوجاء التي هبّت على المطار خلال سهرة مساء السبت، وبسببها لم يتمّ توزيع القربان خلال قدّاس الأحد الختامي.

وعلى الرغم من هذه الأحداث، والتي يعتذرُ المنظمون من كلّ من عانى منها، فإنّ تقييم ياغو دي لا سيرفا إيجابيٌ جدًا، إذ أكّد: “سرُّ أيّ عيدٍ يكمنُ في نوعية المدعوين إليه، وفي اليوم العالمي للشبيبة كان هذا واضحًا جدًا”.

ما هو تقييمكم العام لهذا اليوم العالمي السادس والعشرين للشبيبة؟

إنّها معجزة النعمة. مدريد تغيرت، اسبانيا تغيرت، وخاصّةً آلافُ الشباب الذين اقتربوا من يسوع المسيح بفضل تعليم البابا. وإذا أردتُ التركيز على جانبٍ واحد، سأشيرُ إلى العدد الكبير من الشباب الذين استقوا ما هو ضروري وكرّسوا وقتًا للعبادة الاوخارستية، واعترفوا وشاركوا في الصلوات بعبادةٍ واضحة.

ما هي المشاكل الأساسية التي واجهتموها؟

إنّ اليوم العالمي حدثُ الشباب ومن أجل الشباب، نظمته مؤسسات كنسية من كلّ العالم والتي تعملُ بمنهجياتٍ مختلفة جدًا وثقافات تكادُ أن تكون متعاكسة. فليس ذات الشيء أن تكون مجموعة إيطالية ذات خبرة كبيرة ومرونة أو أخرى أكثر صلابة؛ مجموعة صغيرة تشتري بطاقات شحن الهاتف ومجموعة كبيرة ذو اتصالٍ قليل بين أعضائها؛ أشخاص ذات ثقافة تقدّرُ الدقّة ويكفي إعادة أمرٍ ما مرّتين ليتقنوه، وأشخاص آخرون يعتبرون الوقت مرنًا والدعوة لتخطي موعدٍ ما عائقًا… بهذا المعنى فإنّ اليوم العالمي للشبيبة عبارة عن فوضى منظمة، إلاّ أنّ النتائج كانت رائعة لأنّ الناس كانت تعرف لِما أتت: إنّه حجّ.

ثانيًا، هناك الصعوبات المتعلقة بتنظيم حدثٍ بهذا الحجم، مع فرق متطوعين وميزانية محدودة. مع ذلك، فما يملأنا بالفخر هو أنّ كلّ شيء سار على ما يُرام، ويؤسفنا ونعتذر عن كلّ الأخطاء: خطأ في توزيع المجاميع على السكن؛ بعض الأخطاء في توزيع الطعام في كواترو فينتوس؛ قلّة الماء لمدّة ساعتين في بعض المناطق (تمّ استخدام احتياط الماء لأغراض الغسل وليس للشرب، وهذا أمرٌ يمكنُ تفهمه نتيجة الحرّ، ومع ذلك فقد أربك مخططاتنا)؛ الخ. وقوعُ هذه الأمور لا يصلُ في أيّ حالٍ من الأحوال إلى 1%. يؤسفنا لأن الأشخاص يهمّونا، ولكنّ خبراء الأحداث الكبرى (وخبرة الأيام العالمية السابقة للشبيبة توثقُ ذلك)، يقولون لنا إنّ هذه الأخطاء لا مفرّ منها، وليس لهذا السبب أننا لا نعطيها أهمية كبيرة، ونعتذر لكلّ الذين تحمّلوا عواقبها.

كيف تقيّم الآراء المضاددة لليوم العالمي للشبيبة في بويرتا ديل سول وصور حجاجٍ مهانين انتشرت في العالم كلّه؟ هل خشت اللجنة المنظمة في لحظةٍ ما مقاطعة الحدث؟

الوضعُ السياسي والاجتماعي في اسبانيا ليس سهلاً، ولهذا ليس غريبًا أن لا يفهم العديدُ من الصحفيين الذين جاءوا إلى مدريد لتغطية الحدث ما الذي كان يحدث. كانت هناك فقط مظاهرة ضدّ زيارة البابا، والتي خوّلتها الحكومة لأنّ طبيعتها لم تكن واضحة في الطلب الرسمي. فالاحتجاجاتُ لم تكن ضدّ اليوم العالمي للشبيبة. من جانبٍ آخر، لم يكن بعضُ مثيري الشغب في مدريد صدفةً، بل يمكن تعريفهم بـ”أساتذة التحريض”. والعديدُ من الذين ألقت الشرطة القبض عليهم، كانت لديهم سوابق جنائية، وكثير منهم ليسوا اسبانيين.

أستغلّ هذه الفرصة لأشكر وأشيد بعمل الشرطة الاسبانية التي حافظت على النظام، ما عدا بعض الاستثناءات الطفيفة جدًا والتي جاءت نتيجة أعمال العنف.

تقييمي لهذه الأحداث هو أنّها مثّلت ظلاً لأيّة لوحة، فالظلّ يميّزُ بين الأضواء والأشكال. إذ ظهر بوضوحٍ كبير الفرقُ بين أولئك الذين ينشرون الحبّ وأولئك الذين يعيشون الكراهية؛ أولئك الذين يرغبون بمساعدة الشباب على النظر إلى المستقبل بمسؤولية ورجاء وأولئك المنغلقين على أنفسهم؛ أولئك الذين أعطوا مثالاً على التعايش وأولئك المتعصبين تجاه من يفكر بطريقةٍ مغايرة عن طريقتهم فاستخدموا العنف الشفوي أو الجسدي أو الرسوم … ولكن، يمكننا الآن أن نقيّم بسهولة عمل الكنيسة مع شباب العالم كلّه.

واحدة من اللحظات الأكثر صعوبة كانت ربما سهرةُ يوم السبت، عندما اضطرّت العاصفة الهوجاء قداسة البابا على التوقف، كما تدمّرت وسقطت العديد من الخيم. هل خشيتم في لحظةٍ ما أن يعلّق الحدث؟

عشتُ هذه اللحظات بالقرب من البابا، وفي الحقيقة الشيء الوحيد الذي أقلقنا أننا لم نعرف كيف نحمي قداسة البابا من المطر، لأنه كان يسقط بصورةٍ أفقية… وسُئل البابا فيما إذا يريدُ المغادرة، ورفض مرّتين معربًا عن رغبته في المواصلة. ولذلك تمّ اختصارُ الحدث، لأنّنا لم نعرف متّى ستتوقف العاصفة، من خلال حذف الجزء المركزي: العبادة الاوخارستية. وعبّر البابا بعد ذلك عن سعادته لأنّ الأمر الجوهري أصبحَ بذلك أكثر وضوحًا: حضور يسوع الأس
راري بيننا والعبادة الشخصية بصمت. وأتجرأ لأقول إنّها باتت واضحة أيضًا شخصيّة البابا والشباب: فلم يغادر أحدٌ بل وقف الجميع في المطر بفرحٍ وبقدرة على التضحية. لم يأتوا للتسلية، وجاء هذا النقص من الله لكي يتحمّلوه باستعدادٍ طيّب.

بسبب الرياح القويّة صارت واحدة من الخيم ال17 المعدّة للاوخارستيا غير قابلة للاستخدام، كما دُمّرت اثنتان أخريتان. ولتجنّب أضرارٍ إضافية، قررت الشرطة إغلاق الخيم التي قاومت الرياح لكي لا يقع جرحى آخرين، ولهذا السبب لم يكن ممكنًا توزيع القربان في صباح اليوم التالي، لأنّ الخيم كانت معدّة لهذا الغرض. ولعلّ هذا الأمر كان أكثر ما يؤلمُ في القدّاس، إذ لم يتمكّن العديد من الشباب من تناول جسد الربّ في كواترو فينتوس، بل تناولوا روحيًا وذهبوا إلى كنيسة عند الظهر ليقتبلوا الربّ في سرّ القربان. وعلى أيّة حال، لابدّ من فهم أسباب الشرطة، ففي لحظة الحيرة كان لابدّ من اختيار ما يوفّر أمن الحاضرين، مع الأخذ بنظر الاعتبار عدم اليقين من ناحية الوقت والظلام.

ظهرت أيضًا مشكلة أخرى وهي أنّ العديد من الحجاج لم يتمكنوا من الدخول إلى منطقة كواترو فينتوس لعدم وجود مكانٍ كاف. هل يمكنكم أن تشرحوا لنا ماذا حدث ولماذا؟

كان في كواترو فينتوس منطقتين: واحدة للمسجلين وأخرى لغير المسجلين. في الأولى دخل 100.000 شخص فوق عدد المسجلين، وكثير من الشباب لم يحترموا المناطق المخصصة لهم وجلسوا في أماكن لا تعود إليهم (أتفهمُ ذلك، فعندما كنتُ في عمرهم كنتُ أفعل تمامًا مثلهم). ولما وصل الأشخاص الذين يحقّ لهم الدخول ورؤوا أن أماكنهم مشغولة، لم يرغبوا بالرجوع بل شغلوا الجزء المخصص لوسائل الاعلام. في هذه الظروف، لم يكن آمنًا للشباب أن تستمر الناس بالدخول، لأنّ سيارات الاسعاف أو الماء وغيرها لن تتمكن عندها من العبور. ولذلك قررنا نحنُ، بالاتفاق مع الشرطة، إغلاق المداخل، فمن الأفضل أن يبقوا الناس خارجًا على أن نضع الشباب في خطر.

بقي في الخارج ما يقارب 18.000 حاج، لأن كثيرين منهم فضّلوا انتظار فتح المداخل الأكثر قربًا من أن يذهبوا إلى المنطقة الجنوبية كما أوصيناهم قبلاً. إنّه عددٌ كبير، ويؤسفنا حقًا من أجلهم، ولكنّهم يعادلون 1% من أولئك الذين حضروا السهرة. لابدّ لي أن أضيف أنّنا طلبنا من الشباب في الساعات الأولى من يوم الأحد، ترك الطرق وجمع أكياس النوم والخيم، وقاموا بذلك فورًا. وبذلك أصبح ممكنًا فتح الأبواب والسماح لجميع الواقفين خارجًا بالدخول، بالإضافة إلى كثيرين ممن كانوا يشاركون في القدّاس فقط.

حرّ، مطر، مشاكل أمن… هل كان اليوم العالمي للشبيبة الأكثر “عرضةً للحوادث”؟

لا أعلم، فكلّ الأيام العالمية للشبيبة كان لها مشاكلها، وربما لم نتوقع أن يكون ذلك اليوم الأكثر حرًّا في الصيف، وأن تكون كواترو فينتوس المكان الأكثر حرًّا في مدريد، مع ذلك لابدّ من الثقة بالعناية الإلهية: ففي النهاية، كلّ شيء له معنى. فسرّ عيدٍ ما يكمنُ في نوعية المدعوين إليه، وفي اليوم العالمي للشبيبة كان هذا واضحًا.

شخصيًا، ماذا فكرتم في اللحظة التي كنتم ترون فيها الرياح تضربُ البابا والخيم والشباب؟

في شجاعة البابا والمثال الرائع الذي أعطاه الشباب.

ما هي المعطيات النهائية التي تملكها اللجنة المنظمة عن المشاركة؟

معطيات المشاركة لا نعطيها نحنُ، لأننا لا نملك وسائل تقنية للتوصّل إلى تقديرٍ صحيح، بل السلطات والخبراء. نعرفُ فقط أن هناك عددًا كبيرًا من الشباب الذين سجّلوا في اللحظة الأخيرة، ووصلنا إلى ما يقارب 475.000؛ شركاتُ الهواتف المحمولة تحدثت عن ما يقارب مليون ونصف المليون هاتف شغّال في كواترو فينتوس؛ غرفة تجارة مدريد أشارت بأنّ العائد المالي الآني لليوم العالمي على اقتصاد مدريد كان 160 مليون يورو؛ رابطة أصحاب المطاعم عملت ثلاثة أضعاف؛ العديد من الأشخاص تابعوا اليوم العالمي للشبيبة من خلال وسائل الاتصال الاجتماعية؛ النظام الصحي في مدريد يشيرُ بأنّ الحدث كان أكثر ازدحامًا ممّا يمكنُ السيطرة عليه. وما يدعو للدهشة هو أنّ المساعدة الطبية كانت قليلة بشكلٍ استثنائي… وكملاحظة معلوماتية فقط، لا يمكننا إلاّ أن نستغرب في بلد “البوتيلون” (الزجاجة) (الشباب الاسبانيون معروفون بتواجدهم في الهواء الطلق لكي يشربوا الكحول غالبًا)، أنّ من بين أكثر من مليون شاب لم يتسمم أحدٌ من الكحول. يُلاحظ أنّهم لم يشاركوا أبدًا في اليوم العالمي للشبيبة

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير