بقلم ريتا قرقماز
روما، الجمعة 31 أغسطس 2012 (ZENIT.org).- بعد أن حصدت قّصة الطفلة المسيحية ريمشا ماسيه المتّهمة بتدنيس القرآن، أصداءً كبيرة نظراً للظلم الذي شهدته، استنفر كلّ من المجتمع الباكستاني والجماعة الدولية مشدّدين على “ضرورة الإفراج عنها وحماية عائلتها من أي اعتداء”.
في ظلّ التطوّرات القضائية لقضية ريمشا، أقرّت اللجنة الطبيّة الموكّلة بإجراء الفحوصات عمر ريمشا وحددته بـ14 عاماً تقريباً وتمّ تأكيد مرضها العقلي. وبالتالي لا يمكن الحكم على ريمشا كونها طفلة لم تبلغ عمر التمييز بعد كما أنّها أميّة وتعاني من مرض عقلي. وكما صرّحت الجماعة الدولية “فإن اعتقال طفلة صغيرة تعاني من إضطرابات عقلية هو تعدّي على المبادئ الأساسية للإسلام” كما دعت فرنسا إسلام أباد إلى احترام الالتزاملت الدولية وخصوصاً الميثاق الدولي المتعلّق بالحقوق المدنية والسياسية.
تجدر الإشارة إلى أنّ ريمشا تواجه احتمال عقوبة سجن مدى الحياة بدون أي أمل بالإفراج عنها، فهي ضحية لقانون التجديف والذي يحكم بالموت على من يهين النبي محمّد وبالسجن مدى الحياة على من يستهتر بالقرآن وهي بالتالي أساليب لتسوية حسابات شخصية أو للضغط على الأقليات الدينية في المجتمع الباكستاني.
بعد التقرير الطبي الذي صدر عن اللجنة الطبية، صرّح محامي ريمشا، طاهر نافيد شودر، أنّه واثق من حصوله على إطلاق سراح بكفالة لريمشا وذلك خلال مثولها أمام القاضي في 30 أغسطس نظراً لأميّتها وعمرها ومرضها العقلي.
صرّح بيتر جاكوب، الأمين التنفيذي للجنة العدالة والسلام لمجلس الأساقفة الكاثوليك في باكستان، أنّه من المبكر التفاؤل إذ من الصعب أنّ تتخّذ السلطات القضائية والسياسة موقفاً واضحاً في مثل قضايا ريمشا. فهم يفضّلون اتّخاذ موقف يرضي الطرفين لئلّا يتعرّضوا للذبح مثلما حصل مع غيرهم من الذين طالبوا بالنظر في القواعد ضدّ التجديف.
في وسط هذه الأحداث الصاخبة، يعمّ سكون في حي “مهراباد” الذي تسكنه عائلة ريمشا ولكن العائلات التي غادرت خوفاً من الاعتداءات لم تعد بعد إلى منازلها وقد تمّ وضع عائلة ريمشا ماسيه في مكان آمن وسرّي منعاً لأي عنف ضدّهم.
تبان هنا سخرية القدر، حيث أنّ الفوضى تعمّ في “مهراباد” هذا المكان الذي كان مثالاً حيث أنّ المسيحيين وهم الأقلية، لهم كنيسة ساهم في بنائها المسلمون. ولكن قضية ريمشا خلقت خلافات بين المسلمين والمسيحيين في هذا الحي وقد توصّل المسلمون إلى طلب إغلاق الكنيسة…