بنغلادش: عنف في الشوارع حصيلته قتلى وجرحى

صورة مهينة للقرآن على فيسبوك أشعلت الشارع

Share this Entry

بقلم نانسي لحود

روما، الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012 (ZENIT.org)- لم يستيقظ العالم الإسلامي بعد من صعقة الفيلم المسيء لنبي المسلمين والذي دفع بالمسلمين للتحرك، فما كان من ذلك إلا أنه خلف ضحايا في عدد كبير من البلدان. ولكن ما حصل في بنغلادش وضع مغاير كليًّا إذ إن سبب الهجوم على الأقليات البوذية كان صورة قد نشرها شاب بوذي على صفحته في فيسبوك تهين بمضمونها  القرآن، ولكن تبين لاحقًا أن الشاب لم ينشر هذه الصورة بنفسه بل أحد أصدقائه وضعها على صفحته، بحسب بيان وردنا من كنائس آسيا.

ففي مساء ال29 من شهر سبتمبر اكتسح 25000 شخصًا رامو، في منطقة كوكس بازار، وأضرموا النيران في المعابد البوذية القديمة المصنوعة من الخشب، الى جانب عدد كبير من المنازل. وبحسب شهود عيان، فقد كان المعتدون يطلقون صرخات “الله أكبر” وواصلوا هجماتهم على القرى المجاورة.

سعت الشرطة الى إصدار بيان بالأضرار المادية وبعدد الضحايا وجاءت الحصيلة بأنه على الأقل تم تدمير 22 معبدًا بوذيًّا، واثنين من المعابد الهندوسية، كما أنه تم تخريب مئات المنازل. عبر كل من كاهن ومطران شيناغونغ، وهي منطقة مجاورة تم تخريبها أيضًا، عن ذهولهما إزاء “موجة الحقد والعنف هذه”، وأضاف المطران: “لم نكن نتوقع ذلك أبدًا، وكل جماعة تتهم الأخرى، ولكن هذا العنف ارتكبه المسلمون عمدًا. ويمكننا نحن المسيحيون أن نكون الهدف التالي. نحن ندين كل أشكال العنف، ونحث على احترام جميع الجماعات الدينية.”  من جانبه، استنكر وزير الداخلية هذه الأحداث، ثم تعهد بإعادة بناء ما هدّم، كما وعد بزج المذنبين في السجن.

أما الصورة التي نشرت والتي تظهر فيها امرأة تدوس القرآن لم يكشف بعد من أين مصدرها ولكن وبحسب وزير الداخلية، لقد استخدم الشاب الذي ظهرت على صفحته هذه الصورة كأداة “لأصوليين تصرفوا بالتواطؤ مع عملاء أجانب، أو من الممكن أن تطرح فرضية أن يكون الشاب مشارك فعلا بهذا العمل على الرغم من نفيه ذلك. ولم يخف الوزير عينه اعتقاده بأن هذه القضية تخفي مؤامرة غربية، كما وجه أصابع الإتهام الى الحزب القومي في بنغلادش متهمًا إياه “بصب الزيت على النار” وحمله مسؤولية أعمال الشغب التي حصلت في 29 و30 سبتمبر. كما انضم الى الوزير أعضاء آخرين من الحكومة ليتهموا “جماعة الإسلامي” في بنغلادش التي كانت وراء عدة اشتباكات عانى منها البوذيون مؤخرًا.

دحضت “جماعة الإسلامي”، كما الحزب القومي التهم الموجهة اليهما، ونفيا تورطهما في أي من هذه الإعتداءات واتهما بدورهما الحكومة في بنغلادش بأنها تعاملت مع السلطات المحلية لتسهيل أعمال الشغب بالقول: “من الغريب أن الشرطة ورجال الإطفاء لم يتدخلوا خلال الحرائق والنهب.”

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير