رسالة الجمعية العامة لرؤساء مجلس أساقفة أوروبا

تحدي التبشير عشية سنة الإيمان

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

***

   نحن ندرك أن هبة يسوع المسيح هي “نعم” كبيرة أعطاها الله لحياة الإنسان، والحرية، والمحبة. في الواقع، يكشف الإنجيل حقيقة إله محبة الذي يظهر الوجه الحقيقي للإنسان، ويحفظه من الشر الأخلاقي، ويقوده الى ملء بشريته. أما بالنسبة الى الانحرافات الخطيرة التي تتولد من اليبيرالية الإقتصادية والأخلاقية، نحن نعتزم على التشديد على أهمية الرسالة المسيحية التي تقدم الى جميع الناس تراثها الذي لا يزال آنيًا، لأنه يعلن أنسية شخصية وجماعية. بالنظر الى المسيح، تعلن الكنيسة رجلا بريئًا من الخطيئة، منفتح على الآخرين، وعلى الله خالقنا، متجذر به بقوة، الذي هو مصدر وضمان تلك القيم التي تقود أعمال الأشخاص والجماعات. لا يجب على الثقافات العلمانية التي تدافع عن رؤيا أنتروبولوجية أخرى أن تنظر بعين الشك الى الرسالة المسيحية، في حين انها لا تزال دائما تفتح جناحيها: جناح الإيمان، وجناح العقل. هذان الجناحان اللذان ينتميان للإنسان ولتاريخ أوروبا، هما أساس حضارتنا. عندما تشهد الكنيسة لحقيقة الإيمان، هي بذلك تشارك في النقاش الثقافي والإجتماعي متسلحة بغنى حكمتها وثقافتها، مقدمة تحضيرات العقل السليم. إن نية إعادة تعريف الأسس الطبيعية للمجتمع، كالعائلة أو التعايش ما بين مختلف التقاليد التاريخية والدينية، لا تعتبر بأنها عرضية.

    نحن نتساءل عن هدف بعض مواقف الرفض والتشكيك اللذين يعبران عن التعصب، والتمييز، والتحريض على كره الإيمان، والعقيدة المسيحية، أي المسيحيين. يعتبر البعض صوت المسيحيين مزعجًا ويتهمونهم بالتعصب والتخلف؛ في الواقع، صوتهم يزعج لأنه صوت حر لا يسير حسب المصالح ولا يستسلم للإبتزاز. إن زعزعة الإنسان والمجتمع لا تصب لصالح الإنسان، بل للمصالح الحزبية فقط.

    في ضوء تعليم المجمع الفاتيكاني الثاني، نولي أهمية كبرى للحرية البشرية، التي يجب أن تستخدم في احترام حقوق الأشخاص ومعتقداتهم الدينية.

   لقد أحطنا علمًا بالوضع الصعب حيث يتواجد الكاثوليك في البوسنة والهرسك. نشعر بأننا معنيون بمحنتهم، ونسعى الى مرافقتهم باهتمامنا المتضامن، آملين بأن يتم ضمان حريتهم.

   في السياق الأوروبي الذي نحن فيه، نحن ندعو الى الاحترام والمشاركة في حوار من دون تحيّز أو غطرسة. يشعر المسيحيون بمسؤولياتهم كسكان، ويستندون الى تراث حقيقة يعود الى ألفي سنة، والذي يتجلى بثمار الخدمة، والخير، والتحضّر. تدعونا رسالتنا لأن نكون رعاة حكماء للجماعات الحاضرة في التاريخ كخميرة في العجين، كمصابيح تضيء من نور المسيح، لخير جميع الناس.

*وافق على الرسالة المشاركون في الجمعية العامة لمجلس أساقفة أوروبا

* * *

نقلته إلى العربية نانسي لحود

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير