زيارة البطريرك الراعي الى المجر،هنغاريا – اليوم الرابع

المجر، الأربعاء 3 أكتوبر 2012 (ZENIT.org). – تابع غبطة البطريرك  مار بشارة بطرس الراعي زيارته الرسمية والكنسية الى المجر لليوم الرابع على التوالي، فزار قبل ظهر الاربعاء 3 تشرين الاول 2012، مقر الرئاسة الاسقفية المجرية الاولى في مدينة استرغوم حيث كان في استقباله نيافة الكردينال بيتر إردو رئيس مجلس رؤساء مجالس الاساقفة في اوروبا ومعاونه المطران يانوش سيكاي وعدد من الكهنة. في بداية اللقاء رحّب الكردينال إردو بصاحب الغبطة والوفد المرافق، معربًا عن فرح الكنيسة الهنغارية بزيارة رأس الكنيسة المارونية لها، والتي تجسّد عمق التواصل الروحي بين الكنائس. وخلال اللقاء كان بحث في سبل التعاون بين الطرفين خصوصًا على الصعيدين الكنسي والثقافي، واستعراض للوسائل الآيلة الى تطبيق الارشاد الرسولي الجديد لناحية الانفتاح والشركة بين الكنائس. من جهته وجّه البطريرك الراعي دعوة باسم الكنيسة المارونية الى الكردينال إردو لزيارة لبنان. بعد ذلك كانت جولة على المتحف المسيحي الملاصق لمقر الرئاسة الاسقفي حيث يعرض جزء من إرث الكنيسة الهنغارية العريق ويتضمن أعمالا فنية ولوحات يعود بعضها الى القرن الخامس عشر وهي ترمز الى الغنى التاريخي للكنيسة الهنغارية وقد حافظت عليه على الرغم من تعرضها لحقبات عدائية قاسية كادت تقضي على هذا الإرث.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ثم زار غبطته برفقة الكاردينال إردو والوفد المرافق بازيليك السيدة العذراء في استرغوم التي تعرضت لتدمير شبه كامل قبل ان تعاد عملية ترميمها في القرن الثامن عشر وهي الكاتدرائية الأكبر في هنغاريا وتحتضن أقدم كابيلا تعود للقرن السادس عشر إضافة الى متحف عرضت فيه أدوات كنسية نادرة وعريقة بعضها يعود الى ايام المملكة الرومانية. أما المحطة التالية من هذا اليوم الكنسي في استرغوم كانت في مركز “سان اديلبير ” حيث شارك البطريرك الراعي يرافقه الكردينال إردو في جزء من اعمال مؤتمر “علم آباء الكنيسة ” الذي يعقد في هنغاريا بحضور علمانيين وكهنة من مختلف الطوائف. وبعد ان القى نيافته كلمة ترحيبية بغبطته ثمّن فيها تلبيته الدعوة لزيارة المجر منوّهًا بسياسة الانفتاح التي يعتمدها في مهمته البطريركية الجديدة في قيادة الكنيسة المارونية، والتي تحتاج اليها الكنائس من اجل شهادة ورسالة افضل في عالم اليوم. واعتبر نيافته ان رغبته بمشاركة البطريرك في هذا المؤتمر تعود الى التاريخ الروحي العميق للكنيسة المارونية وخبرة غبطته في مجال نشر الكلمة والتعليم. وفي كلمته  اشار البطريرك الراعي الى ان زيارة مدينة استرغوم تكتسب اهمية خاصة كونها تعتبر ركيزة الكاثوليكية المجرية، شاكراً للحكومة وللكنيسة الكاثوليكية الهنغارية دعوتهما المزدوجة التي أمّنت عقد لقاءات مثمرة مع المسؤولين السياسيين والروحيين في البلاد وسط استعداد كامل وتوافق تام على تطوير العلاقات بيننا على الصعد الثقافية والإقتصادية والدينية وتبادل الخبرات في مجالات عدة. وعن موضوع المؤتمر قال غبطته: ” انه يعيدنا بالذاكرة الى آبائنا السريان، كمار أفرام ومار يعقوب وغيرهم لندرك ان ليتورجيتنا بكاملها هي ليتورجية طلب الغفران وكأننا كنا نعيش خوف الوقوع في الخطيئة، اما اليوم فان موضة عدم وجود خطيئة تسود على مجتمعاتنا المسيحية، ولذلك نقول انه عندما نفقد معنى وجود الله في حياتنا فاننا نفقد معنى الخطيئة.” واضاف: ” في مؤتمركم دعوة للعودة الى الجذور الى علم الآباء الذي هو اساس وحدة الكنائس، والترجمة اللاهوتية الاولى والاوضح للانجيل. فآباء الكنيسة هم أول من قرأ وعاش وفق كلمة الله، وهذا ما يهمّنا اليوم، معرفة كلمة الله وكيفية العيش وفقها وتحويلها الى احتفال ليتورجي وحكمة حياة وصلاة.” وشدد البطريرك الراعي في الختام على اهمية عقد مؤتمرات مماثلة لانها تخدم الحركة المسكونية وتقودها بخطوات ثابتة الى الوحدة الحقيقية المنشودة.

وظهراً اقام الكردينال إردو حفل غداء على شرف غبطته في مقر الرئاسة الاسقفية بمشاركة السفير البابوي المطران البيرتو بوتاري دي كاستيللو وعدد من الاساقفة ورؤساء الجامعات. 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير