وقال العبادي خلال “ندوة العيش الإسلامي المسيحي المشترك في ضوء الإرشاد الرسولي” التي أقيمت مساء أمس الاثنين في مركز الحسين الثقافي عمّان، أن النظرة الإسلامية الشمولية تنعكس في رؤية تشريعية بالغة التفاصيل والدقة في التعامل مع الآخر، في مختلف الأحوال ضمن رؤية تحقق خير المجتمع.
وأوضح العبادي في الندوة التي نظمها المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام والمعهد الملكي للدراسات الدينية بالتعاون مع جمعية الكاريتاس الأردنية الخيرية أن المطلوب هو البحث عن صعد مشتركة لخدمة البشرية، داعياً إلى التعاون لوقف الاعتداءات الدينية التي تقترفها إسرائيل بحق الأقصى والمقدسات.
من جهته قال مدير المركز الكاثوليكي الأب رفعت بدر أن الندوة تناقش أهم وثيقة تصدر عن الكنيسة وعن حاضرة الفاتيكان وتخص المسيحيين في الشرق العربي، مشيراً إلى أن الوثيقة تعد رسالة لمواطني المنطقة ليكملوا مسيرة التعاضد بين الأديان وتحريم الإساءة إليها.
واستنكر الأب بدر الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشريف، والأفلام المسيئة لشخص الرسول الكريم، مندداً بكل الممارسات المقترفة بحق الأديان.
وقال مدير المعهد الملكي الدكتور كامل أبو جابر أن المسيحية رحبت بالإسلام لحظة ظهوره ودافعت عنه، مثلما قام الإسلام باحتضان المسيحيين العرب باعتبارهم أحد أهم عناصر الحضارة العربية الإسلامية.
وقال السفير البابوي في عمان المطران جورجيو لينجوا أن الحوار بين الأديان كما يصفه البابا بندكتس السادس عشر، لا تفرضه اعتبارات براغماتية ذات طابع سياسي أو اجتماعي، مؤكداً أنه يستند إلى أسس لاهوتية مرتبطة بالإيمان.
وألقى كلمة الكنائس المحلية المطران مارون لحام، مطران اللاتين في الأردن، أوضح خلالها الثوابت والمبادئ الرئيسة التي تضمنتها وثيقة البابا ومنها الاهتمام الخاص بالشرق الأوسط، والحوار بين مختلف الكنائس والأديان، والحرية والدينية.
من جهته قال أستاذ الشريعة الإسلامية في الجامعة الأردنية الدكتور عبدالله الكيلاني إن الخطورة تكمن في استخدام الدين لتبرير الحروب، لاسيما وان من يريد الحرب يبحث عن أحكام ومرجعيات دينية لإيجاد غطاء لتلك الممارسات، موضحاً أن الحرية الدينية تشمل حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر والعبادات.
وقال مدير مركز الحسين الثقافي عبدالهادي راجي المجالي أن المسيحية هي حالة وطنية خالصة تحمل قيم التسامح والمحبة والسلام ونكران الذات.
وشارك في حفل الأمسية التي اعتبرت إطلاقاً رسمياً للإرشاد الرسولي في المملكة الأردنية الهاشمية، عدد من الأساقفة الممثلين عن مختلف الكنائس العاملة في الأردن، والكهنة والرهبان والراهبات، وعدد كبير من رجال الدين الإسلامي، والحضور الذي ناهز خمسمئة شخص جاؤوا ن مختلف أرجاء المملكة.
<p>وتم عرض فيلم وثائقي قصير من إعداد مكتب فضائية نورسات في الأردن، عن الزيارات البابوية إلى الشرق وأهمية السينودس الخاص بالكنيسة في الشرق، ومعاني الزيارة البابوية إلى لبنان الشهر الماضي وتسليمه لوثيقة الإرشاد الرسولي، وأدارت الندوة السيدة باسمة السمعان، مديرة مكتب فضائية نورسات في الأردن، واختتم بمقطوعتين موسيقيتين للمعهد الوطني للموسيقى، بقيادة الدكتور محمد عثمان صديق ونائبه الفنان صخر حتر.
وفي نهاية الحفل تم توزيع نسخ من الإرشاد الرسولي، باللغة العربية، أشرفت على طباعته جمعية الكاريتاس الأردنية، وكذلك ملخص شامل أعده المطران مارون لحام.