بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الخميس 11 أكتوبر 2012 (ZENIT.org). – احتفل البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الخميس بقداس إلهي في ساحة القديس بطرس بمناسبة اليوبيل الخمسيني لافتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني ولبدء سنة الإيمان.
شارك بالاحتفال لفيف من الكرادلة والأساقفة والكهنة والمكرسين والعلمانيين الكاثوليك، كما شارك في الاحتفال شخصيات مسكونية هامة مثل البطريرك برثلماوس الأول بطريرك القسطنطينية، ورئيس أساقفة كانتربري روان ويليامز رأس اتحاد الكنائس الأنغليكانية. كما وكان بين الحضور عدد من الأشخاص الذين شاركوا شخصيًا في الأعمال المجمعية.
وشرح الأب الأقدس في معرض العظة التي تلاها في المناسبة أن “سنة الإيمان” التي يتم افتتاحها اليوم ترتبط بشكل خاص بمسيرة الكنيسة في السنوات الخمسين الماضية. وذكّر الحبر الأعظم في هذا الصدد بسنة الإيمان التي أعلنها البابا بولس السادس في عام 1967، واليوبيل الكبير، يوبيل العام ألفين الذي قدم فيه يوحنا بولس الثاني من جديد يسوع المسيح مخلص البشرية، أمس، اليوم وإلى الأبد.
وتطرق الأب الأقدس إلى نص إنجيل لوقا الذي يخبرنا عن يسوع الذي يطبق على نفسه كلمات النبي أشعيا: “روح الرب علي، مسحني وأرسلني لأبشر المساكين” (4، 18).
وعلق قائلاً: “إن حركة المسيح هذه تستمر في الزمان والمكان ويجتاز العصور والقارات. إنها حركة تنطلق من الآب وبقوة الروح القدس تحمل البشرى السارة إلى فقراء كل زمان: فقراء المادة والروح”.
وأضاف: “الكنيسة هي الوسيلة الأولى والضرورية لعمل المسيح هذا، لأنها متحدة به كما الجسد بالرأس”.
في هذا الصدد أوضح بندكتس السادس عشر أن “الله هو الفاعل الرئيس للتبشير في العالم، من خلال يسوع المسيح؛ إلا أن المسيح بالذات شاء أن ينقل إلى الكنيسة رسالته الخاصة، قام بذلك ويستمر بالقيام بذلك حتى نهاية الأزمنة مفيضًا روحه على التلاميذ، ذلك الروح عينه الذي حل على يسوع وبقي معه في كل حياته الأرضية”.
الهدف من المجمع الفاتيكاني الثاني
بالعودة إلى المجمع الفاتيكاني الثاني، ذهب فكر البابا إلى يوحنا الثالث والعشرين الذي أطلق المجمع ودعا إلى عقده، وذكّر بالخطاب الافتتاحي الذي قدم فيه هدف المجمع قائلاً أن الهدف الأساسي من المجمع، ليس هو النقاش حول هذه العقيدة أو تلك من… بل هو التيقن والسعي إلى الحفاظ على العقيدة المسيحية وتعليمها “بشكل أكثر فعالية”.
من هذا المنطلق شرح بندكتس السادس عشر أن الوثائق المجمعية تشكل ركيزة هامة في عمل الكنيسة التبشري وبشكل خاص في مهمة “التبشير الجديد” لكي لا تكون مجرد فكرة جميلة ترتكز على خواطر عابرة، بل لكي تكون عملاً كنسيًا متينًا يقوم على أركان صلبة وعريقة، تلك الأركان التي تلخصها النصوص المجمعية.
سنة الإيمان تهدف لمواجهة “التصحر الروحي
ثم قال البابا: “إذا الكنيسة تقوم اليوم بتقديم سنة إيمان جديدة والتبشير الجديد أيضًا، فما ذلك لتكريم ذكرى ماضية، بل لأن ذلك أمر ضروري، اليوم أكثر مما كان منذ خمسين عامًا!”. ففي هذه العقود الأخيرة تنامى نوع من “التصحّر الروحي”، وبتنا نعيش أكثر فأكثر في عالم من دون الله.
وفي هذه الصحراء – شرح البابا – نحن بحاجة لأشخاص يعيشون الإيمان، ومن خلال حياتهم بشكل خاص، حياة يحولها الله، يستطيعون أن يهدوا الآخرين إلى السبيل القويم.
في ختام العظة أوكل الأب الأقدس سنة الإيمان لمريم العذراء مصليًا أن تشع مريم دومًا نجمة في أثير التبشير الجديد.