قداس احتفالي للبطريرك في كنيسة مار مارون – روما

روما، الاثنين 15 أكتوبر 2012 (ZENIT.org). – ترأس غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر يوم الاحد 14 تشرين الثاني 2012، قداسًا احتفاليًاكنيسة مار مارون في المدرسة المارونية في روما عاونه فيه المطران ميشال عون رئيس اساقفة جبيل والمطران فرنسوا عيد الوكيل البطريركي في روما ونائبه القيّم على الوكالة المونسنيور طوني جبران ورؤساء الوكالات والمعاهد الرهبانية المارونية في روما وحشد من الكهنة والرهبان والراهبات وابناء الرعية وفي مقدمتهم سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي العميد جورج خوري والقنصل البير سماحة.

Share this Entry

وفي عظته تحدث غبطته عن معاني نص انجيل “ملكوت السماء”، شاكراً لكل اللبنانيين في ايطاليا وعلى رأسهم سفير لبنان والقناصل على كل ما يقومون به من اجل لبنان وشعبه أكان لدى الكرسي الرسولي ام لدى الدولة الايطالية. واضاف غبطته: ان انجيل اليوم يلتقي مع ثلاثة احداث كنسية كبيرة لا بد من التوقف عندها. الحدث الاول هو جمعية سينودس الاساقفة العادية الجارية اعمالها في الفاتيكان والتي يشارك فيها 362 من آباء الكنيسة، كرادلة وبطاركة واساقفة وخبراء وقد بلغ عدد المشاركين الاجمالي 400، يمثّلون كل مناطق العالم، وقد التقوا حول موضوع اساسي “الاعلان الجديد للانجيل من اجل نقل الايمان المسيحي” في عالم متغيّر بسرعة جنونيّة. والحدث الثاني هو زيارة قداسة البابا الى لبنان التي وقع خلالها وسلّمنا الارشاد الرسولي “الكنيسة في الشرق الاوسط، شركة وشهادة”، وأطلق مسيرة ربيع مسيحي جديد في عالم الشرق الاوسط الذي يبحث عن ربيع عربي، وكلنا اقتناع ان الارشاد الرسولي، – الذي كان يسمّيه الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني، “ما يقول الروح القدس للكنيسة” – وخطابات قداسة البابا التي القاها في لبنان، تساعد على قيام ربيع مسيحي في الشرق الاوسط مطلوب منه ان يساهم في اعداد الربيع العربي، لانه من الانجيل تأخذ كل الثقافات معانيها. فقيم الحرية وحقوق الانسان وكرامته وعن السلام والاخوة والعدالة والديمقراطية، تنبع من الانجيل، والمحبة التي تجمع بين الناس هي من الانجيل، وعيش الجماعات في شركة ومحبة في العائلة والمجتمع والدولة، يأتي من الانجيل. تعالوا نجدد اليوم هذا الايمان مع كل كنائس الشرق الاوسط كي نتحمل مسؤوليتنا كمسيحيين ونكون في اساس الربيع العربي المنشود. فنحن في العالم العربي منذ الفي سنة وكان اجدادنا اول من اؤتمن على هذا الانجيل، وعلينا ان نواصل هذه الرسالة ونجدد ايماننا بالمسيح وبرسالتنا.

اما الحدث الثالث، تابع البطريرك الراعي، فهو افتتاح قداسة البابا في 11 تشرين الاول الجاري، “سنة الايمان” بمناسبة مرور خمسين سنة على افتتاح المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الذي سماه الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني “ربيع الكنيسة”. وفي الحقيقة كانت خمسون سنة من الربيع للكنيسة في العالم لا يطغى عليها اي ظلمة من ظلمات مجتمعاتنا البشرية. واذا ذهبنا الى العمق ندرك ذلك.

واضاف غبطته: هذه الاحداث الثلاثة تأخذ معانيها من انجيل اليوم. يشبه ملكوت السماء اي دخول المسيح في حياتنا ودخول الله في التاريخ ” العرس”، والعرس هو فرحة الناس وسعادتهم ولكن فرحة البشرية هي عندما تلتقي يسوع المسيح. علينا ان نكون حكماء كالعذارى الحكيمات فنلتقي يسوع المسيح ونعي معنى الوجود والحياة والالم والموت والتاريخ، وألا نضيع في الاكل والشرب والعمل والهموم اليومية ورتابة الحياة، فنفقد معنى الانتظار . اذا كانت مصابيحنا مضاءة فعلاً، بالعقل لمعرفة الحقيقة وبالارادة لفعل الخير وبالقلب للمشاعر الانسانية والحب والرحمة، سنلتقي حتماً عريس البشرية يسوع المسيح، وعندها نستطيع بناء عائلة لها معناها ومجتمع سعيد ودولة تحترم الانسان وتقدّم له كل ما يحتاج له لكي يعيش بكرامة.

وختم البطريرك الراعي مجتمع اليوم تطغى عليه المادية والعلمنة السلبية التي تضع الله جانبًا، لذلك يحتاج الى انجلة جديدة، الى الخبر المفرح. وعلى الرغم من العولمة التي جعلت من العالم قرية صغيرة فان المسافة ابتعدت بين الناس واصبحنا بحاجة ماسة الى حوار ومد جسور وخصوصا امام النزاعات الكبيرة حيث ان هناك اناس لا يتحاورون الا بالسلاح والعنف. انها مآساة حقيقية تعيشها مجتمعاتنا، فلا ثقة ولا مصداقية، انما كثرة كلام تنقصها شهادة الحياة. مطلوب منا كمسيحيين  في لبنان وفي الشرق الاوسط شهادة حياة مسيحية تحمل كل قيمها وثقافتها. 

وبعد القداس استقبل غبطته في صالون المدرسة المارونية ابناء رعية مار مارون وعدد من اعضاء الجالية اللبنانية في ايطاليا.

الى ذلك يزور غبطة البطريرك الراعي يرافقه اصحاب الغبطة البطاركة غريغوريوس الثالث لحام، يوسف الثالث يونان، نرسيس بيدروس التاسع عشر، قداسة البابا بندكتوس السادس عشر عند الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر غد الاثنين في الفاتيكان.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير