روما، الثلاثاء 16 أكتوبر 2012 (ZENIT.org).- تحدّث الأب جون فلين في مقالة له عن الإنترنت في عالمنا اليوم ذاكراً أنّ كتاب المؤلّفين لي رايني وباري والمن قد ساهم كثيراً في الجدال المتعلّق بحسنات وسيئات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعية.
صحيح أنّ الناس قلقون فيما يخصّ آثار الإنترنت على المجتمع، وقد اعترف المؤلّفان بذلك إلّا أنّهما مقتنعان بأنّ الإنترنت لا يعزل الناس فالناس يتواصلون أكثر فأكثر مع بعضهم باستعمال التقنيات الجديدة، فمع الإنترنت والهواتف الخلوية ومواقع التواصل الاجتماعي، نجد أنفسنا أمام شبكات أكبر وأوسع وأكثر تشعباً.
مع أنّ الإنترنت يسهّل العلاقات بين الأفراد إلّا أنّه يصعب الحفاظ عليها بسبب الانحرافات والتفاعلات اليومية في حياتنا. وقد بيّنت الدراسات أنّ ازدياد التواصل على الإنترنت لا ينتقص من التواصل الشخصي فالناس يستعملون الإنترنت والهواتف الخلوية للبقاء على اتصال ولتنظيم لقاءاتهم مع بعضهم البعض. حتى أنّ الهواتف الخلوية تسهّل على الأهل التواصل مع أولادهم كما تسمح للأولاد بالحفاظ على مسافة جسدية وعاطفية من أهلهم، وقد أفاد المؤلّفان بأنّ المراهقين يستعملون الرسائل النصية عندما يريدون إعلام أهلهم بخبر سيّئ.
تضمّن الكتاب فصلاً عن آثار الهواتف الخلوية. فالمراهقون يفضّلون إرسال الرسائل النصية إذ ينفردون بذلك حتى وهم في الصف أو مع الأصدقاء. ولا يقتصر الأمر على البلدان الغنية فحسب كما أنّ وسائل الإعلام الاجتماعية قد لعبت دوراً بارزاً عام 2011 في مظاهرات الربيع العربي حيث أنّها ساعدت المعارضين للنظام على تنظيم أعمالهم كما ساعدت الناس على معرفة ما يحصل وعلى مشاركة تجرباتهم مع الآخرين. كما أّنّ الإنترنت قد عزّز التنقل والاستقلال فبدلاً من إعطاء أحد عنوان الشارع، نعطيه رقم الهاتف والبريد الإلكتروني.
وذكر الكتاب أنّ من مساوئ الإنترنت أنّ البعض يبقون متّصلين على الدوام خوفاً من أن يفوتهم شيء وبالتالي قد يؤثّر ذلك على طبيعة عملهم.
في سياق يوم الإتصالات العالمي لعام 2012، تحدّث البابا بندكتس السادس عشر عن الصمت. فالصمت والكلمة مهمّين لضمان حوار أصيل بين الأشخاص.فالصمت يخلق مسافة للاستماع المتبادل وبالتالي يسمح بعلاقات أعمق كما أنّنا نحتاجه للتفكير بالمسائل الأساسية المتعلّقة بوجود الإنسان. واختتم البابا كلمته بالنصيحة التالية: “الكلمة والصمت: تعلّم التواصل هو تعلّم الاستماع والتأمّل مثل الكلام”. إنّها لنصيحة مهمّة مع ازدياد فرص التواصل مع الآخرين.