روما، الخميس 18 أكتوبر 2012 (ZENIT.org)- شاهد المشاركون في الجمعية العامة العادية الثالثة عشرة لسينودس الأساقفة وموضوعها التبشير الجديد، يوم السبت الماضي شريط فيديو باللغة الإنجليزية متوفر على موقع يوتيوب يتناول موضوع “التركيبة السكانية الإسلامية” في أوروبا الغربية، وكندا، والولايات المتحدة. وبحسب ما كتبته مراسلتنا أنيتا بوردان، يعلن الفيديو وبحسب ما أشار اليه من معدل خصوبة أي (2 الى 11 طفل لكل امرأة)، أن هناك حضارة ستختفي ومن هنا الى 50 عامًا الى الأمام ينبىء الشريط بأسلمة أوروبا وأميركا اللاتينية.
أما أرقام الدراسات التي أجريت حول التركيبة السكانية في فرنسا عام 2003 فتدحض ما جاء من أرقام في هذا الفيديو الذي سمي بالخيالي. فمثال على ذلك أشارت الدراسات أنه يوجد في فرنسا 54% من المسيحيين يتوزعون ما بين كاثوليك وبروتستانت وأرثوذكس، و12% من المسلمين، و1% من اليهود…ولكن بحسب دراسة نشرت في مجلة “لو فيغارو” الفرنسية عام 2011 أشارت الى أنه يمكن لنسبة المسلمين أن تتخطى ال10% في فرنسا عام 2030 وهذا بعيد كل البعد عما ورد في شريط الفيديو. كما يظهر الشريط أن المرأة الواحدة تلد تقريبًا 8 أطفال بينما بحسب دراسة أجريت عام 2011 ظهر أنه في عام 1990 كل امرأة كانت تلد معدل 4,3 أطفال واليوم 2,9 وسيصبح 2,3 عام 2030.
أخيرًا، يدعو شريط الفيديو الى “العمل” ويشدد على أنه يجب “التبشير” ولكن بمعنى مختلف “للتبشير” الذي اتخذه السينودس كموضوع له. ذكّر بعض الأساقفة عند نهاية الشريط بمداخلة الكاردينال جان- لوي توران رئيس المجلس الحبري للحوار ما بين الأديان حين قال: “يجب أن يتواجد مسيحيون قادرون على تمثيل إيمانهم، بكلمات سهلة ومن دون خوف، مستفيدين من الحوار ما بين الأديان كفرصة للتعمق بالإيمان والشهادة له واضعين التبشير الجديد في سلم أولوياتهم.”
كما كان الكاردينال قد شرح أنه على المؤمنين مواجهة ثلاث تحديات: “تحدي الهوية: من هو إلهي؟.. تحدي الغيرية:كل من ينتمي الى دين مغاير لديني ليس بالضرورة عدوًا لي، بل بالأحرى هو حاج للحقيقة، والتحدي الثالث هو التعددية: يعمل الله بكل شخص بطرق لا يعرفها سواه.” وكان قد أضاف أنه لا يدعو الى وضع الإيمان جانبًا أو تجاهل ما يتعرض له إخوتنا المسيحيين في العالم بل يجب شجب العنف الذي يجرح ويقتل…
لقد طعن بعض آباء المجمع بالأرقام التي قدمها الفيديو كما ذكرنا سابقًا عن الدراسات التي بينت عكس ما ذكر الشريط، كما استنكروا الخوف الذي يطمح الشريط لزرعه بين الشعوب. ولكن وبحسب ما أوصى الكاردينال توران ورئيس أساقفة دمشق للروم الملكيين جوزف عبسي، يجب على المسيحيين أن يمثلوا إيمانهم ويعلنوه من دون أدنى خوف.