"الاعلان الجديد للانجيل والحوار مع الاسلام في البلدان العربية"

مداخلة البطريرك المارونب في سينودس “التبشير الجديد”

Share this Entry

الفاتيكان، الجمعة 19 أكتوبر 2012 (ZENIT.org). – أدلى غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بمداخلته في جمعية سينودس الاساقفة، وتناول موضوع “الاعلان الجديد للانجيل والحوار مع الاسلام في البلدان العربية”.فقال انه حوار ذو خصوصية وقد وصفه الارشاد الرسولي “الكنيسة في الشرق الاوسط: شركة وشهادة”، الذي وقّعه قداسة البابا في 15 ايلول الماضي اثناء زيارته الى لبنان، كالآتي: “هذا الحوار في الشرق الاوسط يرتكز الى علاقات روحية وتاريخية تجمع بين المسيحيين والمسلمين. فلا تفرضه في الاساس اعتبارات براغماتية ذات طابع سياسي او اجتماعي، بل يستند قبل كل شيء الى اسس لاهوتية مرتبطة بالايمان ومحددة بوضوح في اعلان المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني بشأن علاقات الكنيسة مع الديانات غير المسيحية”(فقرة 19).

واضاف غبطته: “يرقى وجود المسيحيين في بلدان الشرق الاوسط الى الفي سنة، الى عهد السيد المسيح والكنيسة الناشئة، أي قبل المسلمين بستماية سنة. فلا يمكن اعتبارهم اقليات، بل هم مواطنون اصليون واصيلون، ولهم الحق بأن ينعموا بجميع الحقوق والواجبات في أوطانهم بحكم المواطنة. وهم مع شركائهم المسلمين جزء لا يتجزأ من الحياة الثقافية والاقتصادية والوطنية. ولبنان، هذا البلد الوحيد يفصل بين الدين والدولة، يقدّم النموذج في العيش المشترك المسيحي – الاسلامي، حيث يمارس حوار الحياة، والمساواة في الحقوق والواجبات، والمشاركة بالمناصفة في الحكم والادارة العامة، ويضمنها الدستور”.

واعتبر البطريرك الراعي ان المسيحيين في بلدان الشرق الاوسط يشهدون لقيم الانجيل في المدارس والمستشفيات والمؤسسات الاجتماعية التابعة للكنيسة، ومن خلال ما تنقل وسائل الاعلام من احتفالات ليتورجية وبرامج دينية. كما يشهدون للقيم الحضارية بمثل حياتهم وبثقافتهم المسيحية التي هي احترام الشخص البشري، وقبول الآخر المختلف، وتعزيز الحريات العامة، وفي طليعتها حرية الرأي وحرية العبادة والمعتقد.

وتطرّق غبطته الى الاحداث الجارية في بعض من بلدان الشرق الاوسط، وقال ان المظاهرات المطالبة، عن حق شرعي باصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية، هي ضرورية بحدّ ذاتها، قد استغلّتها دول، لغايات سياسية واقتصادية، فدعمت بالمال والسلاح الاطراف المتنازعة، وشجّعت على العنف والحرب، بدلاً من السعي الى الحلول السلمية بالحوار والتفاوض السياسي والدبلوماسي. فكانت النزاعات الداخلية والمذهبية، وفي حالة الفوضى صارت اعتداءات من دون مبرّر على المسيحيين كما جرى على سبيل المثال في العراق ومصر وسوريا.

وختم البطريرك الراعي معتبراً ان خطابات قداسة البابا بندكتوس في لبنان، والارشاد الرسولي “الكنيسة في الشرق الاوسط”، ستؤدي، اذا عمل المسيحيون على تطبيقها، الى “ربيع مسيحي” من شأنه ان يساهم، بنعمة الله وبالتزام قيم الانجيل، الى “ربيع عربي” حقيقي هو ربيع الديمقراطية والحرية والعدالة والسلام، بعيدًا عن العنف والظلم والاستبداد.    

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير