حلب، الاثنين 22 أكتوبر 2012 (ZENIT.org). – بعد يوم واحد من زيارة نيافة راعي الأبرشية مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، وهو في الوقت نفسه صاحب المدرسة، للهيئتين الإدارية والتعليمية، للإعلان عن بدء السنة الدراسية الجديدة 2012 ــ 2013، فوجئت حلب بسقوط قذيفة هاون على الطابق الثالث من المبنى وهو طابق الطفولة ظهر يوم الجمعة الواقع في 19/تشرين الأول/2012، ونظراً لأن الجمعة هو يوم عطلة اقتصرت الأضرار على ما أحدثته القذيفة من خراب ودمار للطابق الثالث من المبنى، وجاءت على ما فيه من وسائل الإيضاح والألعاب الخاصة بالأطفال.
ولا يهم معرفة مصدر هذه القذيفة، لأن حي السليمانية حيث دار المطرانية السريانية ومدرسة بني تغلب الأولى، هو من أكثر الأحياء سخونة، ولأن القذائف تتساقط فوق حلب وأحيائها من كل الأطراف، وتقتل وتدمر وتعيث فساداً في المدينة بكل مرافقها، وفي كل ساعة من ساعات الليل والنهار، ولكن المهم هو الإعلان عن تعب الناس من هذا الكابوس الجاثم على المدينة، أنهم لا ينامون في الليل، ولا يرتاحون في النهار، ولا يتمتعون بأقل وسائل الراحة والإطمئنان، وهم حزانى لأن مدينتهم الشهباء وهي أقدم مدينة مأهولة في العالم، فقدت حيويتها ونشاطها، وأصاب الشلل حركتها، ولا أحد يعلم متى ستأتي ساعة الفرج، فتعود الحياة كما كانت عليه قبل الأحداث الدامية إلى مرافق المدينة الحيوية.
لقد هرع إلى المدرسة فور وقوع الحادث المسؤولون في الطائفة والمدرسة، وقدروا الأضرار المادية، وتقرر أن يعاد كل شيء إلى ما كان عليه سابقاً، نظراً لأن المدرسة على استعداد لاستقبال طلبتها بدءاً من أول شهر تشرين الثاني/2012 إيماناً منها بأن المرحلة القادمة ستخصص لإعادة الحياة إلى المدينة لسببين أولاً : لأن العالم كله يقف إلى جانب الحق، ويستنكر ويدين بشدة أعمال العنف والقمع والقتل والخراب والدمار والفساد.
وثانياً : لأنه ليس من مصلحة أحد ضرب المؤسسات التربوية والثقافية والعلمية، ومنها مدرسة بني تغلب الأولى التي تستعد للاحتفال بالمئوية الأولى لتأسيسها بعد سنوات من الآن، إلى جانب أن أهالي حلب يؤيدون كل الجهود المبذولة من أجل وقف إطلاق النار، ليس فقط بسبب الأعياد المباركة القادمة على الوطن، وإنما بشكل دائم. والسماح بتوزيع المساهمات الإنسانية والمساعدات العينية على العائلات المحتاجة، والالتفاف إلى معالجة الجرحى والمصابين من جراء هذه الحرب القذرة، والمطالبة بتحرير كل المأسورين، وإعادة العائلات إلى مساكنها.
وهكذا يفرح الوطن بكل أطيافه وشرائحه بأخبار مسرة، ويعود التفاؤل إلى المواطن، وإيمانهم يُشير بأن سورية لن تسقط أبداً وساعة قيامتها أصبحت قريبة.