الفاتيكان، الجمعة 26 أكتوبر 2012 (ZENIT.org). – توجّه صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من روما اليوم بالتهنئة الى المسلمين في لبنان والعالم بمناسبة عيد الاضحى، وجاء في كلمته:
“نأسف ان يأتي عيد الاضحى واللبنانيون يعيشون حالة حزن بسبب انفجار الاشرفية والاوضاع التي يقع ضحيتها شهداء ابرياء في أكثر من مكان، ولكن نحن نثق دائمًا ان في الاعياد شيء من الحضور الالهي في حياة البشر، ولذلك نتمنى ان يكون العيد موسم خير وبركة على اللبنانيين عامة وعلى المسلمين خاصة، في العالم وفي الاوطان العربية. لا بد ان نستلهم في هذا العيد الارادة الالهية التي تريد سلام الشعوب وخيرهم، والارادة الالهية التي ارادت ان يكون العالم بأسره عائلة واحدة، عائلة الله في هذه الارض. نأمل ان يكون العيد عيد خير وبركة ونعم على الجميع، وان نقف وقفة استلهاميّة للقيم الالهية كي نعود فنبني حياتنا العائلية على المستوى الوطني في لبنان وفي العالم العربي. وختم نيافته: ونحن نواصل في روما اعمال السينودس المركّز على الدور السلمي والانمائي الريادي المطلوب من المسيحيين ان يلعبوه في اوطانهم، نقدّم التهاني الى اخوتنا المسلمين الذين ارادنا الله ان نعيش معهم في ارضنا المباركة التي قال عنها البابا بندكتوس السادس عشر، انها الارض التي اختارها الله وباركها، لتولد عليها الديانات الكبرى وخصوصًا المسيحية والاسلام. دعوتنا ان نحافظ على قداسة هذه الارض وان نجعلها ارض اخوة وسلام، ارض احترام الكائن البشري، وارض تُحترم فيها ارادة الله التي هي ضدّ أي قتل وعنف وحرب وضد أي خلاف بين انسان وآخر.
الى ذلك واصل نيافته المشاركة في جلسات الجمعية الخاصة لسينودس الاساقفة المنعقدة في روما. وقبيل الجلسة المسائية زار وزارة الخارجية الايطالية يرافقه القائم بأعمال السفارة اللبنانية في روما كريم خليل والمطران فرنسوا عيد والخوراسقف طوني جبران والمحامي وليد غياض، حيث كان في استقباله مساعد وزير الخارجية ومندوبه الى منطقة الشرق الاوسط ماوريتسيو ماسّاري وسفير ايطاليا في لبنان جوزيبي مورابيتو مع عدد من مستشاري الوزارة. ثم كانت جلسة عمل تركّزت حول الاوضاع في الشرق الاوسط والاحداث في سوريا، وكان توافق على ضرورة ان تعمل الاطراف المعنية على تجنيب المنطقة المزيد من الضحايا والعنف، وايجاد الحلول السلمية التي تقتضي التوافق ومشاركة الجميع في تقرير مصير اوطانهم، مع التأكيد على ضرورة الاصلاحات ودعمها سلميًا تجنبًا لسقوط الابرياء ولتدمير المدن والمنازل ولتهجير المواطنين.
وكان القائم بأعمال السفارة اللبنانية في روما كريم خليل قد اقام مساء امس حفل عشاء على شرف نيافته، والقى كلمة قال فيها: “انكم الضيف الاعزّ على قلوبنا وعقولنا في آن لاننا نشارك من يرى فيكم صاحب رؤية ومبادرة وكلمة جامعة تتجلى جميعها، ليس بالاقوال فحسب بل بالافعال من خلال مقاربة تستلهم من الماضي فتزرع في الحاضر لتقطف في المستقبل. واني اهنئكم على الرتبة الكاردينالية في الكرسي الرسولي التي هي تقدير للدور الذي تضطلعون به في لبنان وللتأكيد على ان لبنان هو أكثر من بلد هو رسالة. وللتأكيد ايضًا على انكم، وكما اعلنتم، مع الجميع ومن اجل الجميع.
بدوره ردّ الكردينال الراعي بكلمة شكر اعتبر فيها ان المرحلة تضعنا امام مسؤوليات كبيرة وتتطلب منا اليوم التفكير معًا والتعاون للانطلاق في تحقيق ما يريده الله منا وما يحتاج اليه شعبنا في لبنان وفي محيطنا الشرق اوسطي لانه لم يعد مقبولاً ان نفكّر فقط لبنانيًا لانه شئنا ام ابينا نحن نتأثر بايجابيات العالم العربي وبسلبياته، ولبنان جزء لا يتجزأ من هذا العالم. واضاف: على اللبنانيين ان يُدركوا انه يُنتظر منهم ان يؤدوا دورًا خاصًا في الشرق الاوسط، مهما كانت الظروف المحيطة، واذا كانت الامور تفوقنا حجمًا فهذا لا يعني ان لا دور لنا حيالها. فنحن نفاخر اننا لبنانيون، لانه من طبيعتنا ان نكون عامل سلام واستقرار وحوار، وهذا ما سمعناه من قداسة البابا ومن كل اعضاء السينودس في روما.