بقلم ماري يعقوب
حاضرة الفاتيكان، الاثنين 29 أكتوبر 2012 (ZENIT.org). – خلال مشاركته في الجمعيّة العامة الرابعة عشرة لسينودس الأساقفة، قال الكاردينال أنجيلو بانياسكو، رئيس أساقفة جينوفا ورئيس مجلس أساقفة إيطاليا، بأن دعوة المسيح “لا تخافوا” قد ترددت في قاعة السينودس. وأنه على رعاة وكهنة الطوائف المسيحيّة اتباع مثل القديس بطرس الذي مشى فوق المياه دون أن يغرق لأنه ركّز نظره صوب الرب.
اعتبر ان النظرة التي يجب أن نوجهها صوب الرب يجب أن تعكس نظرة عطف الرب الذي أظهره لنا بابنه المخلّص، وهذه النظرة ستحملنا للتعرّف على علامات عمله.
وتابع، بأنه يوجد في الشعوب المسيحيّة بطولة يوميّة مخفيّة متواضعة، وهي لا تشكل خبراً بل تبني تاريخ. ففي إيطاليا، وجود 25000 رعيّة يشكل تراثًا لا يجب أن يفقد. وعلينا أيضاً صنع الأشياء المعتادة بروح جديدة، مع العلم ان الناس التي قد نلتقي بها في مجتمعاتنا غالباً ما تكون بحاجة لاكتشاف الإيمان أو العودة إليه. وهذه المعرفة تحتاج إلى حماس، كرم وثقة، دون أن ننسى بأن وجود العديد من المغتربين المسيحيين هي نعمة غالباً ما يستند عليها المؤمنون في بلادنا.
تحدّث عن التبشير، قال أنه ذات طابع نبويّ: فهو ينفذ -كما هو حال مشروع الوحي- عبر احداث وكلمات متداخلة. أن النبي هو الذي يقرأ الظروف والأحداث عبر نظر الرب: يدرك الحقيقة بالنسبة له ولذلك يرى النتيجة. ولكن النبي هو أيضاً الذي يستبق، بشكل رمزيّ، مسيرة التاريخ.
ولهذا السبب، ان الحكم الذي يقرأ في بعض الأحيان، والذي يقول بأن النبوّة تنقص في الكنيسة، خطأ. يجب اعلان المسيح كاملاً، بشخصه وبآثاره الأنتروبولوجيّة، الأخلاقيّة والإجتماعيّة. ودون هذا، قد يظلّ الإيمان عواطف لا قيمة لها في الحياة الحقيقيّة.
ثم قال: “إذا كان واضحاً بأن بعض التيّارات الثقافيّة معاديّة للإنجيل، فهو صحيح أيضاً بأن الإنسان مع الإنجيل. فالثقافة المعاصرة مثلاً، تشوّه فئة “الحدّ” لأنها تعتبرها رفض للحريّة الفرديّة. وهذا التحيّز يشوّه الأخلاق، العلاقات، العائلات، وتجربة المرض”.
واختتم بأن تجربة “الحدّ” –الوجوديّ، الأخلاقيّ، العاطفيّ والنفسيّ- هي حليفة كبيرة للإنجيل، لأنها تعني بأن المرء بحاجة للآخرين، وبالأخصّ الآخر الذي هو الرب. وهذه الحاجة ليست ضعفاً بل هي قيمة، لأنها تدفع للانفتاح على مبادلة المحبّة التي ليست فقط مقابلة بل خلاص.