–
رسالة قداسة البابا بندكتس السادس عشر لمناسبة اليوم العالمي الـ99 للمهاجر واللاجئ (13 يناير 2013) "الهجرات: حج إيمان ورجاء"
الفاتيكان، الثلاثاء 30 أكتوبر 2012 (ZENIT.org). – نقلاً عن إذاعة الفاتيكان – صدرت رسالة قداسة البابا بندكتس السادس عشر لمناسبة اليوم العالمي الـ99 للمهاجر واللاجئ الذي سيُحتفل به في الثالث عشر من كانون الثاني يناير 2013 تحت عنوان “الهجرات: حج إيمان ورجاء”. حملت الرسالة تاريخ الثاني عشر من الجاري وكتب فيها الحبر الأعظم أنه اختار هذا الموضوع تزامنا مع الاحتفال بالذكرى السنوية الخمسين لافتتاح أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني وفي وقت تعيش فيه الكنيسة بأسرها “سنة الإيمان” مواجهة بحماسة تحدي الكرازة الجديدة بالإنجيل. بعدها لفت البابا إلى أن الإيمان والرجاء يحركان العديد من المهاجرين الذين غالبا ما يطمحون لحياة أفضل ويتركون وراءهم أوضاعا صعبة للغاية يتعذر فيها بناء مستقبل لهم ولأبنائهم. وفي الوقت نفسه يعتري قلب المهاجرين الرجاء ويضعون ثقتهم بالله الذي لا يتخلى أبدا عن أبنائه. هذا ثم ذكر الحبر الأعظم في رسالته بالتزام الكنيسة لصالح المهاجرين الذين يواجهون ظروفا اجتماعية واقتصادية صعبة لافتا بنوع خاص إلى الأعمال الخيرية التي تقوم بها المؤسسات الكنسية، الأفراد والجماعات، بالتعاون مع جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة. ومن ناحية أخرى لا يغفل على الكنيسة تسليط الضوء على النواحي الإيجابية للهجرة، مشيرة إلى الموارد التي يحملها المهاجرون إلى البلدان المضيفة، وكل ذلك دون أن نغض الطرف عن البعد الديني، الذي هو بعد أساسي في حياة كل كائن بشري. وأكد بندكتس السادس عشر أن التزام الكنيسة في هذا المجال يتطلب تعزيز الحوار المسكوني كما تعمل على توفير بنيات رعوية للمؤمنين الكاثوليك مع تثمين تنوع طقوس مختلف الكنائس. هذا ثم سلط الأب الأقدس الضوء على ضرورة ألا يقتصر نشاط الكنيسة على تقديم المساعدة للمهاجرين، لأنها مدعوة إلى تعزيز الاندماج الاجتماعي كي يقدم كل فرد في المجتمع إسهاما يعود بالفائدة على الأفراد الآخرين ويعزز البحث المشترك عن الخير العام. وذكّر البابا بأن المهاجرين يتطلعون إلى مجتمع يستضيفهم، يكون متضامنا معهم ويرتكز إلى الحوار وهذا الأمر يفسح أمامهم المجال لتقديم إسهامهم لصالح الخير المشترك. بعدها أشار بندكتس السادس عشر إلى أن كل دولة تتمتع بالحق في تنظيم تدفق الهجرة وتطبيق سياسات تتحكم فيها المتطلبات العامة للخير العام، شريطة أن يتم ذلك في إطار الاحترام الكامل والتام لكرامة الكائن البشري. ولفت البابا إلى أن الدستور المجمعي “فرح ورجاء” يشدد في فقرته الـ65 على أن الحق في الهجرة يندرج ضمن حقوق الإنسان الأساسية، لكن الحبر الأعظم شدد على حق الشخص أيضا في عدم الهجرة، ما يعني أن يتمتع بظروف ملائمة في وطنه الأم لا تدفعه إلى الهجرة، وهذا ما شدد عليه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في خطابه أمام المؤتمر العالمي الرابع للهجرات في العام 1998. ولفت بندكتس السادس عشر إلى أن مسيرة اندماج المهاجرين في المجتمع ترتكز إلى الحقوق والواجبات، تتطلب اهتماما تجاه المهاجرين كي يتمتعوا بحياة كريمة ومشرفة، كما تقتضي هذه المسيرة من جانب المهاجرين اهتماما تجاه القيم التي ترتكز إليها المجتمعات المضيفة. لم تخل رسالة البابا من الإشارة إلى الهجرة غير الشرعية التي هي مسألة شائكة في العديد من الدول، وما تحمل معها من انتهاكات جسيمة لحقوق المهاجرين، لاسيما النساء والأطفال. ومن هذا المنطلق تبرز ضرورة التعاون على صعيد دولي لمكافحة ظاهرة الاتجار بالكائنات البشرية.