طفولة المسيح: 4 مفاتيح لتفسير كتاب بندكتس السادس عشر الجديد

تقرير من قبل الكاردينال رافازي

Share this Entry

بقلم آن كوريان

روما، الأربعاء 21 نوفمبر 2012 (ZENIT.org).- إنّ الرابط بين “التاريخ والإيمان” هو من أحد المفاتيح الأربعة التي ذكرها الكاردينال جيانفرانكو رافازي، رئيس المجلس الحبري للثقافة، لتفسير كتاب بندكتس السادس عشر عن “طفولة يسوع” وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في 20 نوفمبر 2012.

يقدّم بندكتس السادس عشر كتابه الجديد كـ”مدخل” إلى الكتابين اللذين سبقاه عن “يسوع الناصري”. يعتبر الكاردينال رافازي أن الأناجيل التي تعنى بطفولة المسيح هي “عمارة هندسية ذات طبقات متعددة تتطلّب مفاتيح عديدة”.

ومن هنا تبرز أهمية التفسير الجيّد. لذلك، يقترح الكاردينال 4 “مفاتيح” يستعملها بندكتس السادس عشر في قراءة نصوصه.

4 مفاتيح تفسيرية

المفتاح الأوّل هو الرابط بين “التاريخ والإيمان” على أساس الإعلان الأساسي للمسيحية: “إنّ الشعار الأبدي واللامتناهي ممثل في الله الذي يصبح جسداً، محدودية، وقتاً، متناهياً، موتاً وبشرية”.

وقد صرّح الكاردينال أنّه من هذا المنطلق يطرح السؤال التالي: هل الأناجيل التي تتناول طفولة المسيح “حقيقة” أو أنّها “مجرّد نظريات تمّ التعبير عنها في التاريخ”؟

وأضاف قائلاً أنّه بالنسبة إلى بندكتس السادس عشر، “هي أحداث فسّرت معانيها لاهوتياً من الجماعة المسيحية والأناجيل” كما أنّ “يسوع لم يخلق أو يبن علناً في تاريخ الأسطورة. فهو يعود إلى عصر يمكن تحديد تاريخه وموقعه جغرافياً: وهنا يلتقي المطلق والملموس”.

بالنسبة إلى الكاردينال، “إنّ تفسير الرابط بين اللاهوت والتاريخ” ضروري لأنّ “الإلهي والتاريخي يلتقيان في مكان واحد ألا وهو المسيح”.

وقد قال البابا ذاكراً كلمات اللاهوتي البروتستاني كارل بارث، والذي يفسّر ولادة المسيح وقيامته على أنهما نقطتين حيث يتدخّل الله في العالم المادي: “هاتان النقطتان هما فضيحتان للروح المعاصرة. إذ نعترف لله بتأثيره على الأفكار داخل النطاق الروحي وأيضاً المادي.. وإذا لم يكن لله تأثير على العالم المادي، فلن يكون الله”.

إنّ المفتاح الثاني هو العلاقة بين “التاريخ والنبوءة”: “فالإنجيلي متى كتب نصّه عن طفولة يسوع مستنداً إلى اقتباسات من الإنجيل والتي تخلق تناقضاً بين النبوءة والحدث”.

وقد شدد بندكتس السادس عشر على أنّه “يدعو الإعلانات النبوية “الكلمات المنتظرة” في انتظار “تلقّي تفسيرهم بالكامل، “نصيرهم””.

إنّ المفتاح الثالث هو فعل “الكاتب والقارئ”: “أمام نصوص غنية بالمعلومات وأدائية، على الحركة “الجاذبة” (ما يقوله النص عن نفسه) أن تصرّف بطريقة “طرد مركزي” يصل حتى اليوم (ما تحمل النصوص من معلومات لي)، هذا ما صرّح به الكاردينال.

وأخيراً، المفتاح الأخير هو “الأداة اللغوية”: “على عكس الكثيرين من اللاهوتيين، يستعمل بندكتس السادس عشر “لغة واضحة، أساسية، قاطعة ومتواضعة”، لغة تعبّر عنه.

مدخل الأناجيل

أضاف الكاردينال قائلاً أنّه في المقدمة، “يقترح بندكتس السادس عشر وصفاً مجازياً لتفسير تحليله لطفولة يسوع”: هذا الكتاب الجديد هو “مدخل” لهذه الهندسة المعمارية الرائعة التي تمّ التعمّق فيها في الكتابين السابقين”.

وفي هذا المكان الأساسي ” تبرز الظلال والأنوار” التي ستأتي لاحقاً: وبالتالي، “فإنّ اضطهاد هيرودوس مع قتل الأبرياء يعكس بالدم على الصليب وأورشليم بأكملها تنقلب إثر خبر ولادة الطفل، كما ستنقلب عند النبذ الأخير، والأيام الثلاثة التي قضاها يسوع عندما كان عمره 12 سنة في المعبد تبدو وكأنّها تؤدّي إلى الأيام الثلاثة في القبر”.

علاوة على ذلك، “إنّ فنّ الأيقونات وخصوصاً مع نوفغورود في القرن الخامس عشر قد أوجد تمثيل مذود الطفل مثل القبر والمذبح حيث “يؤكل” جسد المسيح في الإفخارستيا”.

يقدّر الكاردينال أنّ بندكتس السادس عشر يستعمل في كتابه “تقنية شبه سينمائية إستباقية”: في هذه “الردهة”، يطرح البابا “سؤالاً ستسمع أصداءه تحت قباب قصر المحكمة الرومانية في أورشليم، حيث سيستجوب الحاكم بلاطس يسوع: “من أين أنت؟” (يوحنا 19،9)”.

وأضاف قائلاً، “هذا السؤال الذي يطرح في الأناجيل يحمل جوابه في الآيات الـ180 التي يفسّرها البابا”. 

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير