الفاتيكان، الاثنين 3 أكتوبر 2012 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي مقطعًا مختارًا من رسالة البابا بندكتس السادس عشر ليوم الشبيبة العالمي الثامن والعشرين والذي سيقام في ريو دي جانييرو، في البرازيل من 23 وحتى 28 يوليو 2013.
* * *
4. إذهبوا إلى جميع الشعوب
أرسل يسوع القائم من الموت تلاميذه لكي يشهدوا لحضوره الخلاصي لكل الشعوب، لأن الله في حبه الفائض، يريد أن يخلص الجميع وألا يهلك أحد. من خلال ذبيحة حبه على الصليب، فتح يسوع الطريق لكي يستطيع كل رجل وكل امرأة أن يتعرفوا على الله ويدخلوا في شركة حب معه. وأقام جماعة تلاميذ لكي يحملوا بشرى خلاص الإنجيل إلى أقاصي الأرض، لكي يبلغوا رجال ونساء كل مكان وكل زمان. فلنجعل رغبة الله هذه رغبتنا!
أيها الأصدقاء الأعزاء، أديروا عيونكم وانظروا من حولكم: الكثير من الشباب فقدوا معنى وجودهم. انطلقوا! يسوع بحاجة إليكم أيضًا. اسمحوا لحبه أن يجتذبكم وكونوا وسائل لهذا الحب الكبير، لكي يصل إلى الجميع، خصوصًا إلى “البعيدين”. البعض بعيدون جغرافيًا، البعض الآخر بعيدون لأن ثقافتهم لا تترك فسحة لله! بعض الأشخاص لم يتلقوا الإنجيل شخصيًا بعد، بينما آخرون، رغم أنهم تلقوا الإنجيل، إلا أنهم يعيشون وكأن الله غير موجود. فلنفتح باب قلبنا للجميع؛ فلنسعى للدخول في حوار، ببساطة واحترام: هذا الحوار، إذا ما عشناه في جو صداقة حقيقية، سيحمل ثمرًا. “الشعوب” التي نتلقى الدعوة لحمل الإنجيل إليها ليست فقط شعوب البلاد الأخرى، بل هي أيضًا أبعاد حياتنا المختلفة: العائلات، الأحياء، بيئات الدرس والعمل، جماعات الأصدقاء وأماكن الرفاهية. التبشير الفرح بالإنجيل يتوجه إلى كل أبعاد حياتنا، دون أي حد.
أود أن أشدد على إطارين ينبغي أن يحظيا بانتباه خاص في التزامكم الإرسالي. الأول هو حقل الاتصالات الاجتماعية، وبشكل خاص شبكة الانترنت. كما سبق وقلت لكم، أيها الشباب الأعزاء، “اشعروا بأهمية التزامكم في إدخال القيم التي ترتكز عليها حياتكم في ثقافة بيئة التواصل والمعلومات الجديدة هذه! […]. يترتب عليكم، أيها الشباب الأعزاء، إذ تجدون أنفسكم بسلاسة في تناغم مع وسائل الاتصال الحديثة هذه، واجب التبشير في القارة الرقمية” (رسالة من أجل اليوم العالم الثالث والأربعين للاتصالات الاجتماعية، 24 مايو 2009).
اعرفوا كيفية استخدام هذه الوسيلة بشكل حكيم، منتبهين للمخاطر التي تتضمنها، بشكل خاص خطر الإدمان، وخطر المزج بين العالم الحقيقي والعالم الخيالي، واستبدال اللقاء والحوار المباشر مع الأشخاص بالتواصل على شبكة الانترنت.
الإطار الثاني هو إطار التنقل. لقد ازداد في أيامنا عدد الشباب الذين يتنقلون ويسافرون، إن لأسباب ثقافية أو لأسباب مهنية، أو للترفيه. ولكني أفكر أيضًا بكل حركات الهجرة، حيث يقوم ملايين الأشخاص، وهم في معظم الأحيان شباب، بالانتقال من منطقة أو من دولة إلى أخرى لأسباب اقتصادية أو اجتماعية. حتى هذه الظواهر يمكن أن تضحي مناسبات مؤاتية لنشر الإنجيل.
أيها الشباب الأعزاء، لا تخافوا من أن تشهدوا لإيمانكم في هذه الأطر: إنها لهبة ثمينة أن تنقلوا فرح اللقاء بالمسيح للأشخاص الذين تلتقون بهم.
* * *
نقله إلى العربية روبير شعيب – وكالة زينيت العالمية