من سوريا الى العالم أجمع: فليحل السلام

كفى حربا! كفى ظلما!

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

كم هو مؤسف ومخجل أن يبادر إلينا العام الجديد حاملا معه ظلم حروب وعنف عقول متعطشة لسفك الدماء والدمار. فأي يوم سلام عالمي هذا الذي يخفي في طياته حروبًا، وأي سلام عالمي هذا الذي يعيشه البعض تحت صدى المدافع والقنص! نحن لا ننفك نصبو الى السلام بالصلاة والإيمان فلعله يزهر يوما في العالم أجمع!

لا تزال الأوضاع في سوريا متوترة ولا يزال المسيحيون يعانون من صدى الخراب الذي اجتاح البلاد وعدة مناطق سكانية. فالحال في أبرشية الجزيرة والفرات لا يختلف كثيرًا عن المناطق الأخرى فهو مضطرب، وغير مستقر. تتدفق أعداد هائلة من الناس الى الحسكة والقامشلي، وصرح رئيس الأساقفة أوسطاثيوس متى روهم بأن هاتين البلدتين أصبحتا ملاذاً آمنا لآلاف العائلات، لكنه كان قد أعرب في حديث له مع وكالة فيدس الفاتيكانية عن مخاوفه حول الأوضاع الراهنة في سوريا بالقول: “لجأ آلاف المدنيين الأبرياء والعائلات النازحة من نساء ومسنين وأطفال إلى مدينتي القامشلي والحسكة اللتين يجب أن تُحفظا وتُجنبا الصراع لتلافي كارثة إنسانية.”

كما افادنا رئيس الأساقفة بأن الخوف يتملك معظم سكان المنطقة فهم وبحسب قوله يخشون أن ينتقل القتال الى منطقتهم ويخلف الدمار والموت، بخاصة بعيد انتقال المقاتلين الى بلدة رأس العين على الحدود التركية وهي قريبة جدا من الحسكة أي من مقر الأبرشية. يا للوضع الصعب حين تصبح منطقة كرأس العين منطقة منكوبة ومدمرة فالأحوال فيها سيئة وحال الكنائس يرثى لها كحال كنيسة القديس توما كما كنيسة القديسة مريم في حمص التي أصبحت حطاما بعد الحرب، الى جانب بعض المساجد التي تضررت وتدمرت.

هذا والأحوال المعيشية في وضع حساس، فبحسب رئيس الأساقفة يعاني الناس هناك من الفقر، والنقص في المواد الغذائية والوقود والبرد القارس، والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، ناهيك عن تزايد العداء الطائفي وعمليات خطف الأطفال والمسنين مقابل فدية. تمارس الكنيسة في حمص ودير الزور ورأس العين نشاطات للسلام، كما تساعد الفقراء والمنكوبين قدر المستطاع، وتؤمن لهم المواد والسلع الغذائية.

أخيرا، أمام هذه الأوضاع المأساوية، لا يسعنا إلا الصلاة. ولنأمل بأن يزرع ميلاد الرب هذه السنة الفرح والبهجة، ويمحو البغض والأحقاد، ويزهر السلام في كل الأرض.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

نانسي لحود

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير