يتم اللقاء اليوم الأربعاء 30 يناير 2013 في تمام الساعة الرابعة من بعد الظهر وذلك في مقر الإدارة المركزية- سن الفيل- القلعة- شارع الدكتور يوسف الحجار.

في مقابلته العامة مع المؤمنين قداسة البابا يتابع تعليمه حول الإيمان ويتحدث عن أبوة الله

أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته الأسبوعية العامة مع وفود الحجاج والمؤمنين في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان. تابع البابا هذا الأربعاء سلسلة تعاليمه الأسبوعية حول الإيمان لمناسبة سنة الإيمان، وتمحورت كلمته حول كون الله أبا لنا، وهذا ما يقوله المؤمنون عند تلاوتهم فعل الإيمان. قال البابا إنه ليس من السهل أن نتحدث عن الأبوة، خصوصا في العالم الغربي الذي يطغى عليه تفتت الأسر، وانشغالات العمل والحياة اليومية والتأثير المتنامي لوسائل الإعلام. وكل هذه عوامل تحمل تأثيرا على العلاقة بين الأب والابن. ومن هذا المنطلق قد لا يكون من السهل جدا أن نرى في الله أبا لنا وننصاع لمشيئته بثقة. لكن الوحي البيبلي ـ تابع البابا يقول ـ يساعدنا على تخطي هذه الصعوبات كلها، لكونه يُقدم لنا إلها يُظهر لنا ما معنى أن نكون آباء فعلا. والإنجيل يكشف لنا عن وجه الله كأب الذي أحب وضحى بابنه من أجل خلاص البشرية. الله هو أب لنا لأنه باركنا واختارنا منذ نشأة العالم، كما يقول القديس بولس. إنه الأب الذي يعتني بنا. ويمكننا أن نثق به تماما ونرجع إليه في كل وقت لأنه أب محب يبقي ذراعيه مفتوحتين لابنه الضال ليعانقه متى يقرر أن يعود إلى أبيه. بعدها أكد البابا أنه من خلال التعرف على يسوع المسيح يمكننا أن نتعرف على الله، وإذا رأيناه نرى الآب لأن الآب فيه وهو في الآب. ولفت الحبر الأعظم إلى أن الإيمان بالله الآب يتطلب الإيمان بالابن، بواسطة الروح القدس ومن خلال الإقرار بأن المحبة الإلهية تجلت على الصليب الذي خلصنا. فالله استجاب لتضرعات البشر وأرسل لهم ابنه الذي مات وقام من الموت من أجلنا وحمل على كتفيه خطايا العالم كله كحمل بريء وفتح أمامنا الطريق المؤدية نحو الشركة مع الله وجعل منا أبناء حقيقيين لله. وأكد البابا أن الإيمان بالله يدفعنا إلى السير في طرقات تختلف عن طرقات العالم: يجب أن نتعلم أن فكر الله مختلف عن فكر البشر، وأن طرق الله مختلفة عن طرقنا. لقد منحنا الله حريتنا، فتخلى بالتالي عن جزء من سلطته. إنه يحب ويحترم الاستجابة الحرة لدعوته لنا. يريد منا أن نكون أبناء له ونعيش كابنه، بشركة معه. في الختام وقبل أن يوجه تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم طلب البابا إلى الحاضرين أن يسألوا الرب أن يدعم إيمانهم ويساعدهم على إيجاد الإيمان الحقيقي ويهبهم شجاعة إعلان المسيح المصلوب والقائم من الموت والشهادة له من خلال المحبة تجاه الله والقريب. ثم منح الكل بركاته الرسولية.