–
رسالة قداسة البابا لليوم العالمي للمريض 2013 "إِذهَب فاعمَل أنتَ أيضًا مثلَ ذلك"
تحت عنوان “إِذهَب فاعمَل أنتَ أيضًا مثلَ ذلك” (لوقا 10، 37) نشرت اليوم الثلاثاء رسالة قداسة البابا بندكتس السادس عشر لليوم العالمي الحادي والعشرين للمريض، في الحادي عشر من شباط فبراير، الموافق وعيد العذراء مريم سيدة لورد، والمرتقب الاحتفال به هذا العام في مزار ألتوتينغ المريمي بألمانيا. وتتمحور رسالة الأب الأقدس حول مثل السامري الصالح بحسب إنجيل القديس لوقا، ويقول فيها إن يسوع يريد إظهار محبة الله العميقة لكل كائن بشري لاسيما المريض والمتألم. ولكنه أيضا ومن خلال كلماته الختامية “إِذهَب فاعمَل أنتَ أيضًا مثلَ ذلك”، يرشد الرب إلى السلوك الواجب أن يتحلى به كل تلميذ من تلاميذه إزاء الأخرين، لاسيما المحتاجين إلى رعاية. ويعني ذلك ـ أضاف البابا ـ الانتهال من محبة الله غير المتناهية من خلال علاقة عميقة معه في الصلاة، والتصرف يوميا على مثال السامري الصالح إزاء من هو مجروح في الجسد والروح ومن يطلب المساعدة. وهذا لا ينطبق فقط على العاملين الرعويين والصحيين، إنما على الجميع، وعلى المريض نفسه “فليس تفادي الألم أو الهروب أمام الوجع، ما يشفي الإنسان، إنما القدرة على قبول المحن والنضوج بواسطتها، وإيجاد معنى من خلال الاتحاد بالمسيح الذي تألم بمحبة لا متناهية”. وتابع البابا رسالته لليوم العالمي للمريض قائلا إن “سنة الإيمان” التي نعيشها تشكل فرصة ملائمة لنعزز خدمة المحبة في جماعاتنا الكنسية، وليكون كل واحد “السامري الصالح” إزاء الآخر، وتوقف بهذا الصدد عند شخصيات لا تُحصى في تاريخ الكنيسة، ساعدت المرضى في إعطاء قيمة للألم على الصعيد الإنساني والروحي، وقال بندكتس السادس عشر إن القديسة تريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس “الخبيرة في عِلم المحبة” قد عرفت أن تعيش المرض باتحاد عميق مع آلام يسوع، وذكّر الأب الأقدس أيضا بحياة المكرَّم لويجي نوفاريزي الذي شعر خلال ممارسة خدمته بأهمية الصلاة من أجل المرضى والمتألمين، ومعهم، وكان يرافقهم غالبا إلى المزارات المريمية، لاسيما مغارة لورد. وتابع البابا يقول إن محبة القريب دفعت براول فوليرو إلى تكريس حياته للاهتمام بمرضى داء البرص حتى في الأماكن النائية على الأرض، وذكّر أيضا بأن الطوباوية تريزا دي كالكوتا كانت تبدأ يومها بملاقاة يسوع في الإفخارستيا، لتخرج بعدها حاملة مسبحة الوردية في يدها وتخدم المتألمين، وأشار إلى أن القديسة أنّا شافير عرفت بدوها أن توحد آلامها مع آلام المسيح “فشكل الألم خدمتها الرسولية، ومن خلال المناولة اليومية أيضا، أصبحت مرآة تعكس محبة الله لأشخاص كثيرين يبحثون عن مشورة”. وأضاف بندكتس السادس عشر يقول إن الطوباوية مريم العذراء لم تفقد قط الرجاء في انتصار الله على الشر والألم والموت، وعرفت أن تعانق بالحنان نفسه الممتلئ بالإيمان والمحبة ابن الله المولود في مغارة بيت لحم والمائت على الصليب. فثقتها الراسخة بالقوة الإلهية استنارت بقيامة المسيح الذي يعطي الرجاء لمن يعاني الألم. ووجه البابا تحية تقدير وتشجيع للمؤسسات الصحية الكاثوليكية وللمجتمع المدني نفسه، الأبرشيات، الجماعات الكنسية والعائلات الرهبانية الملتزمة برعوية الصحة، والعاملين الصحيين والمتطوعين، وأمل بأن تنمو لدى الكل القناعة بأنه “وفي القبول المحب لكل حياة بشرية، لاسيما الضعيفة والمريضة، تعيش الكنيسة اليوم لحظة أساسية من رسالتها”، وختم بندكتس السادس عشر رسالته لليوم العالمي الحادي والعشرين للمريض طالبا شفاعة العذراء مريم المكرمة في ألتوتينغ بألمانيا كي ترافق دوما البشرية المتألمة، الباحثة عن عزاء ورجاء أكيد، وتساعد كل الملتزمين برسالة الرحمة ليكونوا “السامري الصالح” إزاء أخوتهم وأخواتهم الممتحنين في المرض والألم، مانحا الجميع بركته الرسولية.