ردّ الأب فيديريكو لومباردي اليسوعي مدير دار الصحافة لدى الكرسي الرسولي على أسئلة الصحافيّين حول علاقة المسيحية باليهود فقال: “إنّه من غير المقبول” القول إنّ اليهود “هم أعداء للكنيسة”. وقد ذكّرَ بكلام باباوات روما وإدانتهم لمعاداة السامية.
ويجبُ أن يوضعَ هذا التصريح ضمنَ إطاره: ذكّر راديو الفاتيكان أنّ “أخويّة القدّيس بيوس العاشر قد أثارت في الأيّام الأخيرة موجةً إعلاميّة جديدة: ففي مناسبة مؤتمرٍ وقعَ يوم الجمعة 28 ديسمبر في كندا، أكّد المسؤول الأعلى في الأخويّة المونسنيور برنارد فيلاي أنّ اليهود هم أعداءٌ للكنيسة شأنهم شأن الماصونيّين والمتحرّرين. ما من شيء جديد في هذه التصريحات إلّا أنّها أثارت مشاعرَ غضبٍ.”
لم يردَّ الأب لومباردي كتابةً بل شفهيًّا وأوضحَ أنهّ لم يكن ينويَ أن يُعلّقَ على خطاب المونسنيور فيلاي الطويل الذي تناولَ “مواضيعَ عدّة”.
ولكنّ الأب لومباردي ردّ على سؤالٍ حولَ إذا ما كان “قبولًا أن نقول إنّ اليهود هم أعداء الكنيسة” وقال: “إنّه قطعًا من غير المقبول” وهذا أمرٌ واضحٌ في مواقف الكنيسة تجاه اليهود والتي عُبّرَ عنها في وثيقة “Nostra Aetate ” من المجمع الفاتيكاني الثاني.
كما أوضحَ لزينيت أنّ “الباباوات لطالما تحدّثوا بإيجابيّة عن الحوار بين المسيحيّين واليهود وقد قاموا بخطواتٍ مهمّة في هذا الإطار وخصوصًا في زيارتهم لحائط المبكى والكنيست.”
وقد ذكّرَ أنّ بندكتس السادس عشر قد زارَ ثلاثة مجامع، في كولونيا يوم 19 أغسطس 2005 وفي نيويورك يومَ 18 أبريل 2008 وفي روما يومَ 17 يناير 2010 وقد زارَ أيضًا حائط المبكى يومَ 12 مايو 2009.
وذكّر راديو الفاتيكان أنّه عام 2009 وصفَ بندكتس السادس عشر خلال زيارته لحائط المبكى، معاداة السامية أنّها غير مقبولة وتأسّفَ “لأنّها لا تزال موجودة في أماكنَ عدّة في العالم.”
كما أنّ البابا وفي لقائه ممثّلي عن الجماعة اليهوديّة السنة الماضية في فرنسا، قال إنّ كلّ من يُعادي السامية يُعادي المسيحيّة أيضًا.
أمّا الكاردينال كورت كوش وهو رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيّين ولجنة العلاقات مع اليهوديّة فقد ذكر في شهرِ نوفمبر من العام 2012 في جريدة الفاتيكان L’Osservatore romano كم أنّ الحوار مع اليهود مهمٌّ وأساسيّ بالنسبة إلى البابا.
وأضحَ الكاردينال كوش أنّ وثيقة “Nostra Aetate ” تُعبّرُ عن احترام الكنيسة للديانات غير المسيحيّة بالإضافة إلى هدفها بأن تضعَ حدًّا لكلّ موقف معادٍ لليهوديّة والسامية في الكنيسة. وصرّحَ أيضًا أنّ الحبرَ الأعظم قد وكّله بإيضاح أمرٍ ألا وهو أنّ: ” وثيقة “Nostra Aetate ” لن تُناقش من قبل مجلس الكنيسة وقد سبّق ووضّح بندكتس السادس عشر ذلك مرّات عدّة من قبل خلال تصريحاته وزياراته الرعويّة.