تماثيل للعذراء تتعرض للتشويه والتحطيم في مطار تركيا

تصرفات عنصرية لدولة تطمح للانضمام إلى أوروبا

Share this Entry

يبدو أن النظرية القائلة بأن مصطفى كمال أتاتورك يحكم تركيا من قبره قد طواها الزمن. فالدولة العلمانية، التي أرادها وعمل من أجلها خلال سنوات حكمه، عادت الى الوراء الى زمن التطرف الديني العثماني. لكن على السلطات التركية ان تدرك ان عهد الدولة العلية انتهى، وان تلزم رجال الامن في مطارها احترام المعتقدات الدينية لغيرها من الشعوب، وخصوصا الشعب اللبناني الذي يزور تركيا باستمرار للسياحة ولاستيراد البضائع التي تغرق أسواقنا.
ما استدعى كتابة هذا التحقيق هو تمادي رجال الامن في المطار التركي في ممارسات عنصرية ضد شارات دينية مسيحية لمجموعة لبنانية عادت من السفر عبر المطار التركي، بعد رحلة حج الى بلدة ميديغوريه في البوسنة والهرسك.
ليست تجربة جاسينت فرنسيس الأولى من نوعها في المطار التركي، اذ سبق لها ان مرت بتجربة مماثلة في نيسان الماضي “كنت عائدة من رحلة حج الى فاطيما واضطررنا الى الهبوط في المطار التركي للعودة منه الى لبنان. وكنت حينذاك احمل في حقيبة يدي تماثيل صغيرة للعذراء، وبمروري في نقطة التفتيش طلب مني رجل الامن ان اخرج التماثيل من الحقيبة وصادرها بحجة انه ممنوع ادخال هذه الرموز الدينية الى الطائرة كما صادروا صلبانا كانت في حوزة آخرين”. مع عودة فرنسيس الى لبنان سمعت عن تجارب مماثلة مر بها آخرون على المطار التركي “قالوا لي ان الاتراك معروفون بهذه الممارسات”.
أمضت فرنسيس عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة في ميديغوريه هذا العام، وحملت مع اصدقاء لها التذكارات الدينية من هناك، ومن بينها تماثيل للعذراء “لكنني كنت هذه المرة واعية للموضوع فقررت ارسال التماثيل بالشحن، ونبهت رفاقي الى ذلك ايضا بعدما رويت لهم قصتي. وقمت قبل السفر بتغليف التماثيل بأوراق النايلون التي يستحيل خرقها، ومن ثم غلفتها بملابس التزلج السميكة حتى لا تتعرض لخدش، ووضعتها في علبتها الكرتونية التي تم اقفالها بإحكام على مطار ساراييفو، وكتب عليها ان المحتوى هش، ما يعني انه من المستحيل ان تتعرض التماثيل للكسر الا بطريقة مقصودة”. واضافت: “ما يؤكد ان عملية تخريب التماثيل كانت مقصودة هو ان الآخرين ايضا تعرضت تماثيلهم للكسر، كذلك يبدو على العلب بوضوح انه تم تمزيقها لادخال عصا او آلة حادة لكسر محتواها كونهم عجزوا عن فتحها، وتبدو العلبة التابعة لرفيقي كما لو انه تم الجلوس عليها”.
واضافت: “عندما مررنا بمركز التفتيش مرت امامي فتاة كانت معنا لكنني لا اعرفها، امرها رجل الامن بان تخرج صليبا خشبيا كان بحوزتها في الحقيبة لمصادرته، فأخذت تقبل الصليب، ومن ثم أعطته اياه وكانت دموعها تنهمر، فقام برمي الصليب على السجادة الجلدية وأمرها بأخذه والمغادرة بسرعة”.
ولفتت فرنسيس الى انها سوف تتصل بالخطوط الجوية التركية لتسجل اعتراضها على ما حصل: “لست أدري إذا ما كانوا سيتحركون ام لا، لكن على الدولة اللبنانية ان تأخذ ما حصل في الاعتبار وتتخذ موقفا معينا. فهذا تصرف عنصري تكرر غير مرة ضد شريحة من اللبنانيين تزور تركيا وتساهم في انعاش سياحتها واقتصادها”.

Share this Entry

Pascale Azar

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير