بدأ الأب بول كوتوريه (1881-1953) في ليون عام 1913 بالاهتمام باللاجئين الروسيين الهاربين من ثورة أكتوبر فبدأت قصة من أسماه الناس “نبيّ وحدة المسيحيين”.
عشية افتتاح أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين من 18 إلى 25 يناير، عادت المؤرخة الايطالية مارييلا كاربينيلو المتخصصة في تاريخ الرهبانيات والمذاهب الزهدية في مقالة في “الأوسرفاتوري رومانو” إلى أصول هذه الممارسات التي أطلقها الأب كوتوريه.
الرهبنة البندكتية البلجيكية
بدأت المسيرة مع زيارة الأب كوتوريه إلى أماي سور موز (بلجيكا) عام 1932 للقيام برياضة روحية لدى الرهبان البندكتيين حيث عاد بقرارين: أن ينذر نفسه للصلاة ويأتي إلى ليون بصلاة لوحدة المسيحيين. وشكّل ذلك محطة “للانفتاح التدريجي على الأورثودكسية والبروتستانت والكاثوليك الأنجليكان” ووسط كل هذه المبادرات، سمح لقاؤه بالمتروبوليت الروسي ايلوج عام 1934 أن يتّجه في “المسكونية الروحية” إلى آفاق عالمية لكل المعمّدين.
الأخ روجيه دو تيزيه
بدعوة من الأب كوتوريه، طلبت الأم ماريا بيا غوييني من الأخوات الصلاة وتقديم القربان ذبيحة لقضية وحدة المسيحيين واستندت المؤرّخة إلى رسالة موجّهة إلى رئيسة الدير عام 1957 من قبل والدة روجيه تشوتز، مؤسسة الرهبنة المسكونية في تيزيه ولا ننسى دور ماريا غابرييلا ساغودو (1914-1939) في الحياة الروحية للمسيحيين في كافة البلاد.
الطريقة الوحيدة لتكون مسيحيًا
اعتمدت حبيسات غروتافيراتا “المتقدّمات” على الجبهة المسكونية “بسرعة” الاقتراح النازل من ليون “في أكثر ما يُحسِنّ فعله وهو أن يحترقن حبًا للمسيح”. وفي هذا الإطار، ذكرت المؤرّخة بعض الأسماء مثل: الصحافي ايغوني جيورداني، مؤسس حركة فوكولاري واليسوعي شارل بوييه والبنديكتي لي من دير ناشدوم والدومينيكاني كريستوف جان دومون من المركز الروسي ايستينا وروجيه تشوتز وماكس ثوريان اللذين أسّسا تيزيه. وقد اعتبرت ماريا غوييني أنّ المسكونية هي “الطريقة الوحيدة لتكون مسيحيًا” مما عرّضها لخسارة دورها كرئيسة دير وللنفي إلى سويسرا.
لم تُخطئي
استُعيدت رسالة والدة روجيه تشوتز الموجّهة إلى الأم ماريا بيا وهي في المنفى علمًا أنها كانت صديقتها منذ عام 1950 حيث تقول “وصلت عائلة تيزيه الصغيرة في غضون بضع سنوات إلى 35 أخ وكلّفني ولدي أن أشكرك لذلك.. ولا يسعني سوى أن أؤكّد أنّك لم تخطئي..” في حين أنّ معظم الرسائل قد أُحرِقت.
وتقول المؤرخة أنّ هذه الرسائل تقودنا إلى وقائع الماضي التي من حيث لا نعلم أهّلتنا لثقافة المسكونية.
–