نشر مجلس أساقفة فرنسا ومجلس أساقفة إلمانيا تصريحاً مشتركاً بمناسبة الذكرى الخمسين لمعاهدة الإليزيه التي وقّع عليها في 22 يناير 1963 كلّ من الجنرال شارل ديغول والمستشار كونراد أديناور لتحقيق المصالحة بين الدولتين العدوتين بعد الحرب العالمية الثانية.
اليوم، شدّد التصريح على الصداقة بين الشعبين وعكس السلام وتوجّه بنداء للتفاهم في أوروبا حاضراً ومستقبلاً. وقد ذكر في التصريح التالي: “إنّ معاهدة الإليزيه كانت أعلى درجة من المصالحة بين الدولتين العدوتين ونقطة انطلاق لترسيخ العلاقات الودية من خلال التواصل السياسي والاجتماعي على جميع الأصعدة. وكوننا أساقفة، نرحب بكلّ ما ورد في المعاهدة والصداقة أمر مهمّ بين دولتين وبين شعبين لأنّها تساعد على تخطّي الأزمات الحالية ورسم مستقبل أوروبا”.
إنّ قداس المصالحة الذي أقيم في العام 1962، والذي حضره كلّ من الجنرال شارل ديغول والمستشار كونراد أديناور، كان رمزاً للوعي السياسي والحب للآخر حتى ولو كان عدواً، هذا الحب الذي يصرّ عليه الإنجيل. منذ ذلك الحين، جاء الإتحاد الأوروبي بالسلام والازدهار إلى بلدانه. “خلال الأزمة الاقتصادية، نلحظ أنّ الازدراء وعدم الثقة يظهران من جديد بين الدول الأوروبية ويبان ذلك في رفض الأجانب وغياب التضامن. وبالتالي فإنّ الأزمة الأقتصادية تكشف عن أزمة نفسية حيث أنّ معنى الحياة لا يشكّل جزءاً من علاقتنا مع الآخرين أو من العدالة”.
كما وتضمّن التصريح التالي: “على فرنسا وألمانيا أن تعيدا تاريخ المصالحة بينهما وتاريخ الصداقة لتتمكنا من مواجهة عواقب الأزمات الحالية. علينا التصرّف لتحقيق احترام الكرامة الإنسانية والخير المشترك ومبادئ التضامن والتبعية”.
تجدر الإشارة إلى أنّ الكنيسة تحتفل بالذكرى الخمسين لمعاهدة الإليزيه “لتكون مناسبة لتذكّر المصالحة على أنّها درب فعلي يجب اتباعه وخصوصاً عند الأجيال الشابة”.