يمكن أن نمّيز بين:
· الصلاة الفردية والتي يمكن أن تكون:
– شفوية
– صامتة
– بعبارات جاهزة (علّمتنا إيّاها الكنيسة من الكتاب المقدّس أو من التقليد الشريف)
– بعبارات عفوية (أي بنفس الأسلوب الذي يتوجّه به الإبن إلى أبيه)
· الصلاة الجماعية والتي غالباً ما تكون:
– شفوية
– بعبارات جاهزة
وغالباً ما تأخذ الصلاة الصيغ التالية:
·التسبيح والسجود:
إن محور هذه الصلاة هو الله، وهدفها تمجيده وعبادته.
·الشكر:
هي صلاة يرفعها الإنسان إلى الله ليشكره فيها على جميع عطاياه، وأول هذه العطايا هي الحياة التي وهبه الله إيّاها، يليها نِعَم أخرى نحصل عليها دون أن ننتبه إلى أهميّتها أو إلى أن الله هو مصدرها الفعلي. ولكن مع الأسف نحن نهمل هذه الصلاة وننساها ما إن نحصل على ما نريد[1].
·الإستسلام:
هي صلاة يقدّم فيها الإنسان ذاته بكلّيتها إلى الله على مثال يسوع المسيح. هي جواب الإنسان على محبة الله اللامتناهية. هي “النعم” التي نقدّمها لله كجواب على العلاقة التي يريد أن يقيمها معنا. هذه الصلاة مفيدة جداً في المراحل الحرجة في حياتنا[2]. إن صرخة يسوع على الصليب: “يا أبتاه، في يديك أستودع روحي”[3]، هي أبلغ تعبير عن هذا النوع من الصلاة.
·الشفاعة:
تقوم صلاة الشفاعة على طلب الخير للآخرين[4]. واللافت أن روعة هذه الصلاة هو في عدم توقفها عند الأقارب والمعارف وإنما هي تشمل جميع البشر وحتى الأعداء[5]منهم.
·الشكوى:
وهي أخطر أنواع الصلاة. غالباً ما تعبّر عن ألم عميق وبؤس يعاني منه الإنسان بسبب ضيق أو ظروف قاسية يمرّ بها أو مصيبة أو حتى بسبب عجز أو إعاقة جسدية … فيتوجه إلى الله شاكياً:”لمَ أنا بالذات يا رب؟”. حتى يسوع نفسه قد مارس هذا النوع من الصلاة وهو على الصليب: “إلهي، إلهي لماذا تركتني؟”[6].
تزخر المزامير بهذا النوع من الصلوات، لا بل حياتنا اليومية مليئة بها. ومتى كانت هذه الشكوى صادرة عن القلب أي صادقة بتعبيرها عن واقع معاش. فهي تكون صلاة حقيقية تعبّر عن معاناة الإنسان.
يكمن الخطر في هذه الصلاة، عندما تختلف نهايتها عن نهاية المزمور 22 الذي تلاه يسوع وهو يتعذب، أي عندما تنتهي بعدم التسليم لمشيئة الله، وبعدم وضع ثقتنا الكلّية به والإتكال عليه. فالذي يشتكي عادة، يظن أنه بعمله هذا قد إبتعد عن الله بإلقائه اللوم عليه، فيترك الصلاة ويبتعد عن الله وهنا يكمن الخطر. فهو يجهل أن “ثورته الصادقة” هذه إنما هي بحد ذاتها صلاة يرفعها إلى أبيه السماوي.
ما يميّز هذه الصلاة هو أن القلب يكون فيها قريباً جداً، إن لم نقل واحداً مع الفم. أي إن ما يشعر به القلب يعبّر عنه اللسان.
نجد نماذج لهذا النوع من الصلاة عند أيّوب وموسى وإرميا ويونان، فصلواتهم عكست أيضاً “تمرّداتهم” أمام صمت الله[7].
·الطلب:
لعل صلاة الطلب هي الأكثر شيوعاً بين الناس. فكلمة “صلاة” لمعظمهم إنما هي مرادف لكلمة “طلب”. فإذا لم يكن لديهم ما يطلبونه فإنهم لا يصلّون. ولعل هذه الصلاة أيضاً هي أكثر الصلوات التي يساء تقديرها. فالصلاة بشكل عام وصلاة الطلب بشكل خاص، بالنسبة للبعض، تبدو وكأنها تَوَجُّه إلى كائن نجهل إذا كان موجود حقاً، بمعنى آخر هي كرمي قنينة في البحر مع الشك بأنها ستجد أبداً أحداً لإلتقاطها. والسبب يعود إلى أن الصلوات التي إستجيبت قليلة جداً لا بل نادرة. وهذا إن دلّ على شيء فعلى أن الصلاة لم تثبت فعاليّتها بشكل كامل ومقنع بالنسبة لهؤلاء.
إن هدف صلاة الطلب يقسم إلى قسمين:
– طلب الخيرات الدنيوية بجميع أشكالها الغير محصورة.
– طلب الخيرات الأبدية (رؤية وجه الله، الراحة الخالدة والسلام الأبدي…)
في المرة القادمة سوف نتابع دراستنا فنعرف : متى نصلي وأين نصلي.
[1] “أشكروا في كل شيء” (1تسالونيكي 5/18)
[2] إتّخاذ قرار حاسم، إنتقال من مرحلة إلى مرحلة …
[3] لوقا 23/46
[4] مغفرة خطايا، شفاء، رد عن طريق الضلال، من أجل الأنفس المطهرية …
[5] نجد هذا النوع من الصلاة في الكتاب المقدس:
+ “توسلا (بطرس ويوحنا) أنتما إلى الرب من أجلي لئلا يصيبني شيء مما ذكرتما” (أعمال 8/24)
+ “كنت أنا أرفع صلاتك إلى الرب (الملاك رفائيل لطوبيا)” (طوبيا 12/12)
5 مزمور 22
[7] “قم أيها السيّد لماذا تنام ؟” (مزمور 44)