بعدها أكد الحبر الأعظم أن الإنسان يصغي إلى الله يتكلم من خلال الكتاب المقدس الذي يغذي حياتنا كأصدقاء لله. فالكتاب المقدس يتحدث عن الإيمان ويعلمنا كيف نؤمن بالله الذي كشف عن مخططه الخلاصي واقترب من البشر. وعيون الإيمان قادرة على رؤية ما هو غير منظور كما أن قلب المؤمنين يملك رجاء يتخطى كل الحدود.
لفت البابا بعدها إلى أن إبراهيم كان أول شخص يكشف عن الإيمان بالله والرسالة إلى العبرانيين تأتي على ذكر إبراهيم مشيرة إلى أنه أطاع الله بدافع الإيمان وانطلق إلى أرض الميعاد التي أشار إليها الله دون أن يعلم إلى أين هو ذاهب. سار في الدرب دون أن يعلم إلى أين يريد أن يقوده الله. إنها مسيرة تتطلب الطاعة والثقة وهذا ما يتيحه الإيمان وحسب. وفقا للمخطط الإلهي كان يتعين على إبراهيم أن يصير أبا لمجموعة من الشعوب ويدخل أرض الميعاد ليسكن فيها. إبراهيم، الذي هو أب المؤمنين، لبى دعوة الله بإيمان وهذا ما يثني عليه القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومة رومة 4، 18-21
لقد قاد الله إبراهيم إلى أرض جديدة يعيش فيها كغريب. عندما يقول المؤمن إنه يؤمن بالله، يؤكد أنه يثق به ويوكل نفسه إليه. أن أقول “أنا أؤمن بالله يعني أن أؤسس حياتي عليه”. وينبغي علينا بالتالي أن نتساءل يوميا “كيف نعيش هبة الإيمان هذه”. إبراهيم يعلمنا عيش الإيمان الذي يجعل منا حجاجا على هذه الأرض سائرين باتجاه موطننا السماوي.
في العديد من مجتمعاتنا المعاصرة بات الله مغيّبا عن حياة الإنسان وحلت مكانه أوثان كثيرة شأن المادية والفردانية وقد قدم التطور العلمي والتكنولوجي للإنسان وهما ببلوغ الكفاية الذاتية. وعلى الرغم من ذلك ما يزال الإنسان متعطشا إلى الله وما يزال صدى كلمات الإنجيل يتردد من خلال أفعال العديد من الرجال والنساء المؤمنين. وختم الحبر الأعظم مؤكدا أن حضور الله في التاريخ يحمل للإنسان الحياة والخلاص، ويفتح أمامه الباب على حياة معه وعلى حياة لا تعرف نهاية.
في نهاية مقابلته العامة مع المؤمنين أطلق البابا نداء من أجل ضحايا الفيضانات في إندونيسيا أكد فيه أنه يتابع بقلق الأنباء الواردة من البلد الآسيوي حيث تعرضت العاصمة جاكرتا لفيضانات كبيرة أدت إلى سقوط عدد من الضحايا وتشريد آلاف الأشخاص ناهيك عن الأضرار المادية. وقال الحبر الأعظم: “أود أن أعرب عن قربي من الشعب الذي ضربته هذه الكارثة الطبيعية” كما شجع الجميع على التضامن مع المنكوبين ومد يد العون لهم.