إنّ المسيح “ليس مجرد أيّة شخصية حاسمة في التاريخ، إنّما هو الشخص الوحيد الذي هو معيار البشر كلّهم”، هذا ما صرّح به المطران مولر. وبالتالي: “كل من يسعى إلى معرفة ما ننتظره من الله وما هو حال الإنسان، يجب أن يتعرّف إلى يسوع الناصري”.
قدّم المطران جيرارد لودويغ مولر، عميد مجمع عقيدة الإيمان، تعليقًا على ثلاثية “يسوع الناصري” التي كتبها بندكتس السادس عشر- جوزف راتزنغر في لوسرفاتوري رومانو في 19 يناير 2013. وقد شجّع المطران مولر على قراءة هذه المرجع الرائع.
هذا المرجع مهمّ جداً وأهمية الإنجيل تبان أيضاً في “العلاقة بين عمل الله واستجابة الإنسان”.
كما أنّ هذه النصوص تبيّن واقع أنّ “نعمة الله تبان بطريقة تحقق حرية الإنسان” وهي بالتالي نعمة “تقود الإنسان إلى نضجه التام”.
بالنسبة إلى المطران مولر، إنّ نصوص متى ولوقا المعنية بطفولة يسوع “هي تتشابك بطريقة وثيقة مع الإنجيل” لتشكّل “وحدة”.
من الناحية الأدبية، تقدّم النصوص “أساساً” في الانتقال من العهد القديم إلى العهد الجديد وتبيّن “وحدة في تاريخ الخلاص”.
وقد صرّح المطران مولر في هذا الشأن أنّه “ما من أحد يشكّ في مصداقية هذه النصوص التاريخية”: “فتجسّد الكلمة والحبل بيسوع كإنسان ، ليس بأسطورة أو حتى ندرة بيولوجية، إنّما هي واقع تاريخي”. وبالتالي فإنّ النصوص المعنية بطفولة المسيح “تدخل في إطار تقليد يسوع وتشكّل جزءاً أساسياً في مهمّة المسيح”.
حتى تنوّع النصوص الأدبية في الأناجيل “لا تحدّ رغبتها في التعبير التاريخي-اللاهوتي”.
في هذا الإطار، “إنّ الإيمان في المسيح وفي عدم محدودية إمكانات عمله، هو أمر منطقي”، فالذي “يؤمن بأنّ الله له سلطة على الأشياء” يمكنه أن يفهم “منطق الإيمان والتجسّد والقيامة والتحول الجوهري للخبز والخمر إلى جسد المسيح “.
كما سيكون “معاكساً للمنطق إذا وضعنا حداً لعمل الله وهذا الحد سيكون ما يظنّه الإنسان ممكناً”.