تعد ايران وعلى الرغم من لبس الحجاب والخطابات العنيفة في المساجد “من الدول الإسلامية الأكثر علمانية”، فهي في طور التغير من الداخل وتقوّض الطريقة التي ينظر الغرب اليها بها كأمة تحكمها دولة دينية اسلامية، وذلك بحسب ما نشرته “آسيا نيوز.”
هذا ما ظهر بعيد اللقاء السنوي الثاني للجمعية العلمية “الواحة” التي أسسها الكاردينال أنجيلو سكولا، كان اللقاء تحت عنوان: “على حبل مشدود: المسيحيون والمسلمون بين العلمانية والأيدولوجية.” إن هذا التغير الحاصل في إيران ومجتمعها ليس نتيجة للحصار الديني المفروض عليها ولكن من أجل حقوق الإيرانيين. فيمكننا أن نلتقي بشبان وشابات يرتدون السراويل كما يمكننا أن نرى أيضًا نساء محجبات.
إن الشباب هم الذين يسعون ليحققوا نظرة علمانية في البلاد فيشتبكون في كثير من الأحيان مع الحرس الثوري. وعلى خلاف ما يفكر العلمانيون الغربيون فهؤلاء الشباب ليسوا ضد الدين والنساء أيضًا فهن يردن أن يحظين بالاحترام وبفسحة في المجتمع، كما يردن أن يناقشن حاجاتهن على العلن.
تعبر الجهات الفاعلة في المجتمع المدني الإيراني عن آراء انتقادية حول الجوانب المناهضة للدكتاتورية في تقاليد ايران وسياستها، من دون التشكيك بالجذور الدينية للبلاد. يستلزم هذا حوارًا بين الأديان والعلمانية في ايران، وهو ما دعا اليه بندكتس السادس عشر في كثير من الأحيان.
نرى في المغرب أيضًا تحركًا نحو العلمانية لا تقيده أعباء مكافحة الأيدولوجية الدينية، بل هي تستند على الحقوق الفردية والتقاليد الثافية المحلية. وبين الحاضرين في اللقاء أشار السيد أنغاوي كيف أن الوهابية الإسلامية تحطم المواقع الدينية في بلده السعودية، وهو يأسف لأن التوازن كسر في السعودية بخاصة في مكة حيث تحيط بالكعبة مقاه ومطاعم وكل ذلك باسم التنمية الاقتصادية.
في الختام شدد سكولا على انه لتجنب الإقصاء الاجتماعي، يجب على المسيحيين والمسلمين أن يستنجوا أولا على إيمانهم ليواجهوا تحديات الحياة، فبهذه الطريقة يحظى العالم والشعب بأمل بالتعايش الأخوي.