طهارة القلب والفكر أو المحافظة على نقاء القلب والفكر من الأفكار ضد المحبة وضد العفة، ضد التكبر والتعالي هي غاية اساسية لكل مسيحي. فمن القلب ينبع الخير أو الشر، فهو مصدر الإرادة وقوة الفعل.آباء الصحراء والذين تركوا العالم وذهبوا للبحث عن المسيح والاتحاد به وبه اتحدوا مع كل إنسان في العالم، يعطوا أهمية كبري لهذه الروحانية وهي تطهير القلب والفكر وتنقيتهما المستمرة. القديس أنطونيوس الكبير يقول : من ترك العالم و ذهب مع الرب إلى الصحراء تحرر من ثلاث صراعات: الكلام الغير مفيد وسمع المهاترات ورؤية الأكاذيب. لكن يبقى له صراع أساسي وهو تطهير قلبه وفكره وتنقيتهما من الأفكار الشريرة )PJ II, 2). ما أعمق هذا التعبير! الصراع الكبير الذي ينتظر كل من كرس نفسه للرب هو صراع ضد الأفكار . فالفكر الذي يدخل القلب ويتقبله الإنسان ويتحد به. هذا الفكر بعد ذلك يثمر فعل خير أو خطيئة. فقوة الإنسان وصراعه لا تكمن في محاربة فعل الخطيئة لكن في جذر فكرة قد تسبب له الوقوع في الخطيئة. فصراعنا ضد أرواح شريرة والتي تدخل للإنسان من الأفكار.

شخص يشعر بالوحدة ويشعر ان لا احد يفهمه أو ان قرينه لا يحبه ويقبل هذا الفكر ويتحد به معرض للسقوط في خطيئة الخيانة وإشباع احتياجاته ورغباته بطريقة أو باخرى. فالفكر هو الأساس ومن بعده فعل الخطيئة.

لذا يؤكدوا الآباء على صراع الفكر فيقول اغاثون احد رهبان الصحراء: صراع الجسد وقمعه مثل أوراق الشجر هامة لانها تحضر للثمار لكنها لا تشبع احد من النعمة لكن تنقية القلب والفكر مثل الثمرة الشهية التي تشبع الجائع وتطعمه.

نعم تنقية القلب مثل تنقية البئر والذي منه يستقي الشخص ويروي آخرين.

يرنيوس وهو احد آباء القرن الخامس يقول: ما فائدته من ان أكون طاهر الجسد وبلا خطيئة ملموسة وقلبي ملئ بالشهوة والأفكار الدنيئة. ما الفائدة من ان يكون جسدي عفيف وبكر وقلبي مأوى لكل فكر شرير ونجس.

طهارة القلب والفكر هو طريق ومسيرة روحية كي نحيا بالعمق دعوتنا كأبناء الله، قلبنا يتشبه بقلبه يسعي إلى خلاص النفس وخلاص آخرين. وهذا ما أتمناه لي ولكم.

رئيس المجلس البابوي للعلمانيين يتحدث عن الأيام العالمية للشباب

استعدادا لليوم العالمي الثامن والعشرين للشباب في مدينة ريو دي جانييرو البرازيلية من الثالث والعشرين وحتى الثامن والعشرين من تموز يوليو حول موضوع “إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم”، قال رئيس المجلس البابوي للعلمانيين في حديث لإذاعة الفاتيكان: “في إطار الاحتفال بسنة الإيمان، وفي ضوء سينودس الأساقفة حول الكرازة الجديدة بالإنجيل، أراد بندكتس السادس عشر تشجيع الشباب كي يكونوا روادا حقيقيين في رسالة إعلان الإنجيل في عالم اليوم. وفي هذا الخط أيضا، دعا قداسة البابا فرنسيس الشباب ليقولوا للعالم أجمع: ما أجمل إتباع يسوع! إن اليوم العالمي للشباب في ريو دي جانييرو إرسالي بحق”. وذكّر الكاردينال ستانيسلاو ريلكو بأن أمريكا اللاتينية تعود لتستضيف مجددا اليوم العالمي للشباب 2013 بعد مضي ستة وعشرين عاما وسيترأسه لأول مرة قداسة البابا فرنسيس، أول حبر أعظم أمريكي لاتيني. وفي سؤال عمّا تغير خلال هذه السنين بعد اليوم العالمي للشباب في بوينوس آيريس بالأرجنتين عام 1987، قال رئيس المجلس البابوي للعلمانيين: نشهد اليوم سيناريوهات ثقافية، اجتماعية، اقتصادية وسياسية جديدة ويشعر الشباب بالدرجة الأولى بتبعات هذه التغيرات إن بشكل إيجابي أو سلبي. وأشار الكاردينال ريلكو إلى أن الأيام العالمية للشباب تشكل مختبر إيمان وبحث عن أشكال جديدة وأكثر فعالية من أجل حوار بين الكنيسة والأجيال الشابة، بحسب كلمات الطوباوي يوحنا بولس الثاني “إن للكنيسة أشياء كثيرة تقولها للشباب، كما أن لهؤلاء أشياء كثيرة يقولونها للكنيسة”.