في عظته بمناسبة حج إكليريكيين ومبتدئين في إطار سنة الإيمان يوم الأحد 7 تموز 2013 في بازيليك القديس بطرس عبّر البابا أولًا عن فرحه بهذا اللقاء، وقال للشباب بأنهم يمثلون شباب الكنيسة، “ربيع الدعوات وفصل الاكتشاف والتحقق والتدريب وهو فصل جميل جدًّا توضع فيه أسس المستقبل.”
وتابع البابا سائلًا من أين تولد الرسالة؟ وأجاب بأنها تولد من دعوة الرب وأضاف بأن للرسالة المسيحية ثلاث نقاط مرجعية ألا وهي فرح العزاء، والصليب، والصلاة. تكلم البابا عن العنصر الأول أي فرح العزاء فقال بأن النبي أشعيا يتحدث الى شعب تخطى أيامًا مظلمة من المنفى ولكنه وصل الى أورشليم زمن العزاء فيقول النبي: “افْرَحُوا مَعَ أُورُشَلِيمَ وَابْتَهِجُوا مَعَهَا، يَا جَمِيعَ مُحِبِّيهَا. اِفْرَحُوا مَعَهَا فَرَحًا.”(66، 10). لم هذه الدعوة الى الفرح؟ لأن الرب سيغدق على المدينة وسكانها “ينابيع” من العزاء: “هأَنَذَا أُدِيرُ عَلَيْهَا سَلاَمًا كَنَهْرٍ، وَمَجْدَ الأُمَمِ كَسَيْل جَارِفٍ، فَتَرْضَعُونَ، وَعَلَى الأَيْدِي تُحْمَلُونَ وَعَلَى الرُّكْبَتَيْنِ تُدَلَّلُونَ.كَإِنْسَانٍ تُعَزِّيهِ أُمُّهُ هكَذَا أُعَزِّيكُمْ أَنَا، وَفِي أُورُشَلِيمَ تُعَزَّوْنَ.” (12، 13).
كما شدد البابا على أنه يجب على الرسالة أن تكون مثمرة أي أن يشعر الشخص بعزاء الله وينقله. لا يجب أن نخاف من عزاء الله لأنه رب معزّي، ورب حنون. وبالتالي قال: “يجب على يتردد صدى دعوة أشعيا في قلوبنا: “عزوا، عزّوا شعبي” (40، 1)، ومهمتنا هي الآتية، يجب أن نجد الرب الذي يعزينا ومن ثم نذهب لنعزي شعبه: هذه هي الرسالة، فالعالم اليوم بأمس حاجة الى الحنان الذي يثلج القلوب ويحيي الرجاء.
أما عن النقطة المرجعية الثانية أي الصليب فاستشهد البابا بما كتبه القديس بولس الى أهل غلاطية: “أمّا أنا فمعاذَ اللهِ أن افتخرَ إلاَّ بصليب ربِّنا يسوع المسيح” (6، 14). وذكر البابا أن بولس قد عايش المعاناة، والضعف، والخسارة، ولكنه تنعم بفرح العزاء. وهذا هو سر يسوع الفصحي: سر الموت والقيامة. وأضاف الأب الأقدس بأن السر الفصحي هو القلب النابض لرسالة الكنيسة، وغ، بقينا داخل هذا السر، نبقى بمأمن من الاحباط الذي قد ينتج عن التجارب أو الفشل. هذا وشدد على أن الخصوبة الرعوية وخصوبة اعلان الإنجيل لا تأتي الى إن تشبهنا بمنطق صليب يسوع أي منطق الخروج من الذات وبذل الذات، أي منطق المحبة. ومن هذا الصليب أعظم فعل رحمة ومحبة نولد “كخلق جديد.” (غل 6، 15).
وأخيرًا تحدث البابا عن العنصر الثالث أي الصلاة. واستعان بما جاء في الإنجيل: “فاسألوا ربَّ الحصاد أن يُرسلَ عملةً إلى حصاده” (لوقا 10، 2). وعلق البابا قائلًا أن اختيار العاملين لا يتم عبر حملات إعلانية بل الله “يختارهم” و”يرسلهم.” “هو الذي يختار ويرسل ويوكل الرسالة.” وكما قال البابا بندكتس السادس عشر الكنيسة ليست لنا بل هي لله. ونبه من اعتبارها ملكا لأي أحد أما الحقل الذي يجب زرعه هو ملكنا، والرسالة هي نعمة، وإن كان الرسول ثمرة صلاة فسيجد فيها النور والقوة لعمله.