قال الكاردينال دولان أن العديد من الأشخاص سألوه حول ما خلّفه البابا بندكتس وراءه، وعلق على الموضوع بالقول أن هذا السؤال قد يستغرق سنوات طويلة للإجابة عليه، وقال أن البابا يوحنا بولس الثاني قد توفي منذ ثماني سنوات ولا نزال الى اليوم نغرف من الإرث الذي تركه لنا، وهذا الأمر ينطبق على بندكتس أيضًا.
كذلك أضاف انه وبعد مرور 55 سنة على وفاة البابا بيوس الثاني عشر بدأ العالم يقدّر تعاليمه. وهذا مثال على ما نتخذه عادة لنبدأ بتقدير ما نسميه “بمكتب التعليم” لبابا ما! ولكن، أضاف الكاردينال أنه يمكننا أن نجد خمس دروس تركها لنا البابا بندكتس لنستشف منها:
أولا، “نحن مدعوون لبناء صداقة مع يسوع المسيح. إنه لأمر بسيط وأساسي: حياتنا مدعوة لبناء صداقة أبدية مع يسوع. إن الإيمان لا يتعلق بمقترحات ومذاهب على الرغم من أهميتها، بل هو علاقة مع الله.” أما الدرس الثاني فهو حول مركزية يسوع، فالكنيسة ليست مبنية حول سؤال “ماذا”، ولا “أين”، ولا “كيف”، بل حول “من”، وهذا ال”من” هو مخلصنا يسوع المسيح.
التعليم الثالث، قال الكاردينال، له عمق لاهوتي. فالبابا الفخري قال لنا وأظهر لنا في كتاباته وأحاديثه، أن الإيمان والعقل متحدان. فالله أنعم علينا بالعقل والإيمان، ونحن نستخدم عقلنا لنعمّق ايماننا وايماننا لننير عقلنا. إن الدرس الرابع هو حول الثقافة. لا يجب أن نهرب من الثقافة بل هناك أشياء يجب أن نتكلم عنها. الكنيسة بحاجة لأن تنشئ حوارًا مع العالم لأن الله تجسد وأصبح واحدًا منا.
أخيرًا، شدد الكاردينال على أن الدرس الأعمق الذي علمنا إياه هو أن العالم ليس حكرًا عليه، أو عليك، أو علي…بل هو عن المسيح، والكنيسة. فخطوته البطولية التي اتخذها بالتنحي عن كرسي بطرس هي درس في نكران الذات يجب أن ينمو في قلب كل منا.