تلقّت كنائس آسيا نصًا سننشره في ما يلي من كاتب لم يذكر اسمه مخبرًا سيرة حياة الأب فنسان زو هونغ شنغ، الأب اليسوعي الذي ناهض من أجل إبقاء الكنيسة في شنغهاي. إليكم بعض ما جاء في النص الذي أُرسل الى كنائس آسيا:
***
عشرون سنة مرّت على وفاة الأب اليسوعي فنسان زو هونغ شنغ، هو من لم يعرف في حياته سوى عيشة السجن ولا تزال حتى اليوم أعماله وأفكاره تصدع في كلّ أرجاء الكنيسة الصينية وبالأخص في شانغهاي.
وُلد في 17 تموز 1916 في شنغهاي وكان المونسنيور سايمن زو كايمين أحد أعمامه واحد من أوائل المطارنة الصينيين. عند عمر السابعة عشر، قام فنسان بحج الى روما وبقي هناك ليتابع دراسته الى أن دخل الى دير اليسوعيين في فرنسا. وبعد أن سيم كاهنًا عاد الى شنغهاي ليترأّس إدارة مدرسة القديس إغناطيوس ولكن سرعان ما تمّ إغلاق هذه المدرسة بعد أن وصل ماو تسيتونغ الى سدّة الرئاسة. وفي العام 1953، تمّ القبض عليه ليسجن ثمّ يُخلى سبيله في العام 1954. ولكنّ الأمر لم يطل كثيرًا فقد تمّ القبض عليه من جديد في أيلول 1955 برفقة مطران شنغهاي و20 يسوعيًا و300 علمانيّ.
حُكم عليه بخمس عشرة سنة للقيام بالأعمال الشاقة في السجن وعندما خرج بعد انقضاء المهلة عاد ليعيش مع عائلته رافضًا الانضمام الى الفئة “الرسمية” من الكنيسة. في العام 1982، تمّ القبض عليه من جديد بتهمة التجسس للفاتيكان فحُكم عليه بخمس عشرة سنة في السجن ولكنّ تدهور صحته دفع بالسلطة القضائية الى إخراجه قبل انتهاء المهلة المفروضة.
عُرف الأب فنسان بشجاعته فكان يدعم الكهنة المسجونين معه ويمدّهم بالقوّة والرجاء ويصلّي باستمرار ويتبادل خبرات الإيمان مع الآخرين. حتى اليوم، لا يوجد أي كتاب يخبر عن سيرة حياته وإنما لم ينس الكاثوليك في شنغهاي يومًا ذلك المناضل حبيب الله. وقد ذكر يسوعي التقاه قبل القبض عليه للمرّة الأخيرة بأنّه كان رجلاً عظيمًا لم يفقد يومًا حسّ الفكاهة بالرغم من كلّ ما عاناه وقد أنشأ علاقات حقيقية وقويّة أثناء وجوده في السجن أكثر مما قام به في حياته خارجه.