"منّا لكنيستنا" مؤتمر حوار وتبادل خبرات بين الشبيبة والاكليروس

من تنظيم شبيبة كاريتاس لبنان- إقليم الرميل

Share this Entry

نظّمت شبيبة كاريتاس لبنان في إقليم الرميل مؤتمر حوار وتبادل خبرات بين الشبيبة والاكليروس تحت عنوان “منّا لكنيستنا” في المركز الثقافي البلدي في سن الفيل، برعاية رئيس كاريتاس لبنان الخوري سيمون فضول وحضوره وبمشاركة الروائية ماري القصيفي والأخت كارولين الراعي. ودار الحوار الإعلامي ماجد بوهدير. حضر المؤتمر عدد كبير من ممثّلي الحركات الرسولية والمنظّمات الشبيبية الملتزمة في الكنيسة كانت لهم الكلمة بعد مداخلة المشاركين.

إفتتح اللقاء مسؤول شبيبة إقليم الرميل جوليان الحاج، رافعاً صوت الشبيبة داعياً إلى حمل الفرح وسط العالم الذي يلفّه البؤس وكاشفاً عن واقع مرير غير مبرّر كثيراً ما تعاني منه الشبيبة في تعاملها مع السلطات الكنسية، ورافضاً الاستخفاف بالشبيبة وقدراتها.

شدّد الخوري فضول على العلاقة المحورية بين الإكليروس والعلمانيين. وميّز بين الكنيسة والسلطة الكنسية، مؤكّداً أنّ لا يزال هناك شبيبة متعلّقة بقيمها وفاعلة في المجتمع وأنّه من المهمّ تحاشي التعميم. فالكنيسة كلّ، والكلّ لا يخطئ ويقصّر: “هناك من يبدعون بحسب وزناتهم لتنفيذ مشيئة الربّ. المشكلة تقع في الحالات التي يتمتّع فيها الشخص بأفق ضيّقة.” وأضاف أنّ الموضوع يتطلّب الكثير من الشجاعة، شجاعة في الاعتذار وفي التسامح، وأنّ الكاهن يخدم تحت سلطة الكنيسة ومن المهمّ اليوم العمل على تصحيح الخطأ والاعتراف بدور الآخر، على أمل أن يكون اللقاء بداية تفاعل بين الأبناء والسلطة الكنسية.

وفسّرت ماري القصيفي في بداية مداخلتها عن سبب مشاركتها في هذا المؤتمر قائلة: “أنا علمانية ملتزمة بالشأن الكنسي. الكنيسة تجمع الجميع وبالتالي أنا الكنيسة، والحوار يجري اليوم في قلب الكنيسة.” ولفتت أيضاً إلى صراع يدور بين رجال الاكليروس أنفسهم خصوصاً الشباب منهم والمتقدّمين في السنّ. واعتبرت أنّ الكنيسة بحاجة اليوم إلى النسك والحريّة والعلم، والشبيبة تمثّل هذه النقاط في أعمالها ونشاطاتها؛ العهود الثلاثة للباباوات أعطت الشبيبة دوراً، ويجب أن نلتزم بذلك. وانطلاقاً من خبرتها في الحقل التربوي، طرحت القصيفي أسئلة الشباب ورؤية التلامذة والطلاب إلى الكنيسة والقيّمين عليها. وقالت إنّ اللقاء بينهم تأخّر قليلاً. وهو لا يجب أن يكون مناسبة، إنّما لقاء دائم وفاعل مرتكز على الثقة المتبادلة، وعلى وسائل الإعلام أن تواكبه وتأخذ بعين الاعتبار تطلّعات الشباب.

وقدّمت الأخت الراعي من القلبين الأقدسين بعض الحلول لتنمية علاقة ناضجة بين الاكليروس والشبيبة، مؤكّدة أنّهما جناحان لقائد واحد. وقالت إنّه على الاكليروس الخروج من علاقة الوصاية وبالتالي التوقف عن الاستخفاف بالشباب، فهم أذكياء على مختلف المستويات وأحرار في خياراتهم مهما كانت. ومن جهة أخرى، ينبغي على الشباب التخلّي عن مفهوم المراهقة في التعامل مع الآخر (العناد والغضب المتطرّف والتعميم). وأكّدت أنّ الكنيسة بحاجة إلى ناس يشهدون والشبيبة بحاجة إلى أشخاص يشعّون فرحاً ويعطون مجاناً. كما شدّدت الأخت الراعي أنّ الاعتبار الأهمّ هو التنشئة للكهنة والمرشدين وكلّ من يتعامل مع الشباب “الشركاء”. وختمت مداخلتها بكلمات البابا يوحنا بولس الثاني “كنيسة الغد ولبنان الغد على صورتكم.”

وبعد نقاش مع الشبيبة المشاركة، صدرت توصيات عن اللقاء تلاها بوهدير مؤكّداً أنّنا نقف اليوم على عتبة بداية ثورة مسؤولة من خلالها نتّكئ على الكلمة الذي كان منذ البدء.

التوصيات:

وضع رؤية مشتركة واضحة مع أهداف استراتيجية.كنيستنا بحاجة إلى النسك والحريّة والعلم. نريد ثورة واعية لا اعتباطية.توضيح صورة الكاهن والراهبة في علاقة كلّ منهما بالكنيسة والمجتمع: نسك رهبانيّ والتزام بهموم المجتمع أم انخراط في الحياة المدنيّة والسياسية وأداء وظيفيّ بحت؟متابعة المرشدين وتنشئتهم وتنظيم ورش تدريبية وتفاعلية ترمي إلى تعزيز العمل مع الشبيبة.إيلاء العلمانيّين من ذوي الخبرة والاختصاص الثقة، فلا يمكن أن يثق العلمانيّ بالكاهن في أموره الروحيّة ولا يثق الكاهن بالعلمانيّ في أمور الإدارة مثلاً.تعزيز التعددية في الحركات الرسولية والعمل على الاستفادة من التنوّع بين الجماعات، على أن يتمّ التشديد على رسالة وخصائص كلّ واحدة منها.عقد اجتماعات موسّعة تضم الكهنة ومختلف الجماعات والأخويات والحركات الرسولية بشكل دوري بشجاعة وعفوية، لحضّ المسؤولين على الاستماع إلى الشبيبة.الشبيبة رجاء الكنيسة وهي “أمّهم ومعلّمتهم” وخادمة رسالتهم، وبالتالي ينبغي تذكير الكهنة بأنّ الشبيبة ركن أساسي في الرعايا.إشراك الشبيبة في القرارات الراعوية، خصوصاً الإدارية منها لأنّ تأثيرها مباشر على عمل المنظّمات والحركات.إضفاء صورة الفرح على الكنيسة. الشبيبة بحاجة إلى أشخاص يشعّون فرحاً.إعادة النظر في الحسومات على الأقساط المدرسيّة والجامعيّة وفي المؤسسات التابعة للكنيسة.تقييم التقدّم المحرز من الناحية العددية والنوعية منذ السينودس من أجل لبنان واعتماد جدول زمني لتقييم التزام الشبيبة ومتابعة تطوّرها.على الكنيسة أن تكون صوت الضمير. على الاكليروس العودة إلى الجوهر والشباب الخروج من مفهوم المراهقة الثائرة والالتزام بالعمل من العمق.اللحاق بالروح الجديد الذي يهبّ اليوم من الفاتيكان مع البابا فرنسيس ويحمل التواضع إلى كلّ أقطاب الأرض ويفتح أبواب الكنيسة أمام الجميع في
كلّ الأوقات.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير