في الواقع، يعود أصل هذا العيد إلى انكلترا إلى أواخر القرن الرابع عشر، إنه عيد الرهبنة الكرملية ففي فترة الحروب الصليبية، كان النساك الكرمليون يلجأون الى كهوف جبل الكرمل وعندما تمّ طرد الصليبيين من الأراضي المقدّسة، انتقل النساك الى أوروبا حاملين معهم الاسم نفسه. ولكن لمَ نُسب اسم العذراء الى جبل الكرمل؟ لم يكن النساك الكرمليون موجودين في جبل الكرمل إلاّ للتأمّل والصلاة فكانت مريم مثالاً لهم في الصلاة والتأمّل “هي من كانت تحفظ كلّ الأمور في قلبها”.
إنّ القديس سمعان ستوك هو من أخذ ثوب الكرمل من السيدة العذراء في 16 تموز وهو عبارة عن قطعة من القماش يرتديها الرهبان والراهبات فوق ملابسهم وأما العلمانيون فهم يرتدون قطعتان مقدستان من القماش تتصلان بشريط توضع إحداهما على الصدر والأخرى على الظهر فتشبه ثوب الرهبان الكرمليين وقد وعدت السيدة العذراء أنّ كلّ من يرتدي هذا الثوب ينجو من عذاب جهنّم.
وهكذا، انتشرت عبادة التكرّس لسيدة الكرمل في كلّ الغرب وكُرّست كنيسة الرعية في لورد لسيدة الكرمل وقد استلمت القديسة برناديت يوم احتفالها بالمناولة الأولى الثوب المقدّس وبعد ستة أسابيع ظهرت لها العذراء بأبهى حلاها في 16 تموز 1858 في المغارة فمارست القديسة برناديت “حياة مسيحية منسوجة بالصلاة والتأمل” كما عبّر عنها البابا يوحنا بولس الثاني. ألا يشبه ثوب الكرمل دعوة المسيح لنا بحمل نيره اللطيف وحمله الخفيف؟