يفرحنا أن نرى أن رؤساء كنائسنا الشرقية يحدون حدو البابا فرنسيس في تحريضه المسيحيين عامة والمكرسين والإكليروس بشكل خاص على عيش حياة مطابقة للإنجيل.
نذكر تعبير البابا فرنسيس الذي عبّر عن تألمه عندما يرى مكرسي الرب يستعملون السيارات الفخمة. وهو أول من أعطى المثال في اختياره سيارة عادية لتنقلاته. علمًا بأنه غالبًا ما يتنقل في الفاتيكان سيرًا على الأقدام.
وقد التقى في إحدى الأيام أسقفًا في الفاتيكان كان واقفًا في الانتظار وسأله البابا: “ماذا تنتظر؟” فأجاب: “السيارة التي ستقلني”. وبما أن الموقع كان قريبًا جدًا، سأله البابا: “ألا تستطيع الوصول إلى هناك على قدميك؟”.
لقد طفح الكيل
ولكن فلنعد إلى كنائسنا الشرقية. وجه صاحب الغبطة لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك بابل لطائفة الكلدان رسالة جريئة للكهنة شأنها أن تشفي غليل الشعب المتألم للشكوك التي يزرعها البعض منهم والتي تؤدي وللأسف إلى تشويه صورة الكهنة الأمينين أحيانًا.
يُقرأ المكتوب من عنوانه، وافتتاحية الرسالة هي هذه: “لقد طفح الكيل. ويبدو ان بعض الكهنة لا يقرأون ما يكتبهُ قداسة البابا فرنسيس وما نكررهُ نحن… البعض مستمر في استغلال موقعه – كهنوتهِ، معتبراً نفسهُ فوق الكل، وراح يعامل المؤمنين بخشونة وبكلمات جارحة ومشينة وبعنجهية”.
واستنكر البطريرك التعاليم والتوجيهات الرعوية غير المطابقة للإنجيل ولتعليم الكنيسة في بعض المناطق حيث لا توجد رقابة الأسقف، فقال: “كما يوجهُ الناس بشكل لا يتماشى مع تعليم الكنيسة الرسمي، خصوصاً عندما لا يوجد في المنطقة مطران يتابعهم!!… هناك يومياًّ شكايات على البعض وهي شكايات حقيقية تأكدنا منها، ونعرف هؤلاء الكهنة شخصياً. وقد نبهناهم على تصرفاتهم، لكنهم تصوروا انهم لا يزالون في الزمن القديم “كلمن ايدو الو“”.
شعبنا تعب من كذا نماذج هزيلة
وصرح ساكو بجرأة: “اليوم نقول علنية وصراحة للجميع: ان لا حصانة لأحد، والكهنوت لا يمنح حصانة الية. حصانتهم هي اخلاقهم، وخدمتهم وتضحياتهم وشفافيتهم. شعبنا تعب من كذا نماذج هزيلة ويحتاج الى رعاة حقيقيين”.
واستشهد برسالة لشماس في الكنيسة الكلدانية كتب فيها: “هناك فوضى، لا صلوات ولا لياقة ولا احترام عند بعض الكهنة، لا اسم ولا جسم، لا لغة كلدانية ولا عربية.. جهل وشكوك .. كيف يطلب من المؤمنين التمسك بأرضهم او تقاليدهم النبيلة، وهم لا يرعونهم؟؟ الكنائس للبعض دكاكين خاصة بهم!!”.
وشدد البطريرك على ضرورة وضع حد لهذه التصرفات، مضيفًا: “على الجميع الالتزام التام والمطلق بالرسالة الانجيلية التي من اجلها تكرسوا. سوف نتخذ اجراءات صارمة بحق من يسيء الى الكهنوت والكنيسة . ليبق من يلتزم وليذهب من لا يريد!”.