تابع الحبر الأعظم قائلا: باستطاعة الشعب البرازيلي، ولاسيما الأشخاص الأشد فقرا، أن يقدموا للعالم أمثولة ثمينة في التضامن، هذه الكلمة المنسية غالبا، لكونها تسبب الانزعاج. أودّ توجيه نداء لِمن لديه موارد أكثر، إلى السلطات العامة وجميع البشر ذوي الإرادة الطيبة الملتزمين من أجل العدالة الاجتماعية: لا تتعبوا من العمل لصالح عالم أكثر عدلا وتضامنا! لا يمكن لأحد ألا يشعر بغياب المساواة الموجودة حتى اليوم في العالم. وليتمكن كل واحد، حسب إمكانياته ومسؤولياته الخاصة، من تقديم إسهامه لوضع حد لمظالم اجتماعية كثيرة. فثقافة الأنانية والفردية التي تنظم غالبا مجتمعنا لا تبني، إنما ثقافة التضامن؛ أن نرى في الآخر أخًا. وتابع البابا فرنسيس مشجعا الجهود التي يبذلها المجتمع البرازيلي لادماج جميع مكوناته، حتى الأشد ألما وعوزا، من خلال مكافحة الجوع والبؤس، وقال: ما مِن تناغم وسعادة لمجتمع يتجاهل ويترك جانبا في الضواحي جزءا منه. ولنتذكّر دائما أنه عندما نكون قادرين على المقاسمة نغتني حقا؛ فكل ما يتم مقاسمته يتضاعف. إن عظمة مجتمع ما تقاس من خلال طريقة معاملة الأشد عوزا، الذي لا يملك شيئا إلا فقره.
وأكد البابا في كلمته أن الكنيسة “محامية العدالة والمدافعة عن الفقراء” ترغب بتقديم تعاونها في كل مبادرة لصالح نمو حقيقي لكل إنسان، ولكل الإنسان. فمن الأهمية بمكان إعطاء الخبز للجائع؛ إنه فعل عدالة، غير أن هناك جوعًا أكبر، الجوع لسعادة يستطيع الله فقط إشباعها. فليس هناك من تعزيز حقيقي للخير العام ونمو حقيقي للإنسان عندما يتمّ تجاهل الأسس الجوهرية التي تستند إليها الأمة، خيورها غير المادية: الحياة التي هي عطية من الله، وقيمة ينبغي حمايتها على الدوام؛ العائلة، أساس التعايش والعلاج ضد التفتت الاجتماعي؛ التربية المتكاملة التي لا تقتصر فقط على نقل معلومات بهدف جني الربح؛ الصحة التي ينبغي أن تبحث عن الخير المتكامل للإنسان، والبعد الروحي أيضا، الأساسي لتعايش سليم؛ والأمن إقتناعا بأنه يمكن التغلب على العنف فقط من خلال تبدّل قلب الإنسان. وتابع الحبر الأعظم: هنا وككل مكان في البرازيل، هناك شباب كثيرون. لديكم حساسية تجاه الظلم ويخيب أملكم غالبا بسبب أفعال تتحدث عن فساد وأشخاص يبحثون عن مصالحهم الخاصة بدل البحث عن الخير العام. أقول لكم: لا تفقدوا الشجاعة والثقة والرجاء. فبإمكان الواقع أن يتبدل، يستطيع الإنسان أن يتغير. اسعوا أنتم أولا للخير. إن الكنيسة ترافقكم وتحمل إليكم خير الإيمان الأثمن، يسوع المسيح الذي “أتى لتكون الحياة للناس وتفيض فيهم”.
وختم البابا فرنسيس كلمته خلال زيارته فافيلا فرجينيا قائلا: لستم وحدكم، الكنيسة معكم، البابا معكم. أحمل كل واحد منكم في قلبي، واحمل نواياكم: الشكر على الأفراح؛ مطلب المساعدة في الشدة؛ رغبة العزاء في أوقات الحزن والألم. وأكل الجميع إلى شفاعة سيدة أباريسيدا، أم جميع فقراء البرازيل.