سؤال: بعد مشاهدة درب الصليب في كوباكابانا، اسأل نفسي: هل يعبد المسيحيون خشب الصليب؟ أليس ذلك رجوع إلى الوثنية؟
سأجيب منطلقًا من مَثَل: لنتصور رجلاً يهدي امرأته خاتمًا ذهبيًا مع جوهرة. من الطبيعي أن يكون تعلق وتقدير المرأة لهذا الخاتم بقدر حبها لرجلها وحدسها لحبه.
مثلٌ آخر: لنتصور أبًا كتب رسالة لابنه الصغير يخبره فيها عن معنى هبة الأعضاء التي قام بها لإنقاظ حياته عندما كان طفلاً. بكل تأكيد سيحفظ هذا الابن الرسالة بشكل خاص وسيكرمها وربما يقبلها كل مرة يتذكر هبة أبيه.
والسؤال: هل هذان الشخصان يحبان الحجر (مهما كان ثمينًا) أو الورقة؟
كلا وألف كلا. الخاتم والرسالة يحملان القلب والفكر بشكل فوري إلى الحب الكامن وراءهما.
وهذا ما يجري مع الصليب. في الصليب لا نعبد الخشب بل الحب. الصليب يحمل قلبنا وفكرنا إلى حب الرب يسوع الفائق: “ما من حب أعظم من أن يبذل المرء نفسه لأجل أحبائه”.
ولنذكر ما يقوله أغسطينوس: “في الصليب، نحن لا نسجد للألم، بل نسجد للحب”.
هذا وقد أعاد البابا فرنسيس إلى ذاكرتنا ما قاله يوحنا بولس الثاني عن الصليب في أول لقاء للشبيبة في عام 1984: “إحملوا الصليب في العالم، علامة لحب يسوع للبشرية”.