“شمشون”، المعروف بصفة “الجبّار”، اسمه يعنى “الشمس الصغيرة”. وهو علامةٌ ورمزٌ لكل إنسان، المخلوق على صورة الله. لكنَّ هذه الصورةَ تتشوَّه. بماذا؟
مال قلب شمشون إلى امرأةٍ غريبة، “دليلة”، واسمُها بالعبرية يعني “الغروب أو السقوط”. دليلة وشمشون: غروب شمس. غروبٌ لشمسٍ لم تقوَ على الخطيئة. فقدَ قوَّته وهدفَ دعوته، ولكنه لم يفقدْ تواضعَه. فَيُرجِع إليه هذا التواضعُ قوّتَه ورسالتَه.
قصةُ شمشون معروفةٌ في كل الأديان والثقافاتِ القديمة. هو شخصٌ جبارٌ ضعيف. يذكرُه الكتابُ المقدس بطريقةٍ غريبة: يذكرُ قوّتَه، وضعفَه. يذكرُ أيامَ جبروتِه وأوقاتِ سقوطِه.
أعتقد أن الكثيرَ منا قد يجدون أنفسَهم في شخصيَّةِ هذا الرجل، أو على الأقل في ناحيةٍ من حياته. إنما الأهمُّ هو أن نكونَ هذا الشخصَ الذي لا يفقدُ تواضعَه، حتى عندَ السقوط. يذكرُ الكتابُ المقدس أن حالةَ شمشون انحدرت، صار اعمى، ومال به الأعداء إلى درجةِ أنه صار يلفُّ الطاحونة مثلَ الحمار المفقوع العينين. أصبح مثل المهرج يأتي به الأعداء في سهراتهم، كي يتسلوا عليه، يتمايل فيضحكهم بعدما كان ظله يرعبهم: فعلا فقد ملحه، فطرح خارجاً. وفي لحظة يظهر له طفلٌ صغيرٌ يقوده.
إلى أين؟ … إلى الطاحونة؟ ….من هو هذا الطفل؟ … بل من أنت يا شمشون؟ …شمشون بين طفل وطاحونة.
– يتبع –