مفارقة الحياة مع الله هي أننا نفهمها فقط عندما نعيشها. وعندما نعيش معه ندرك أن الحرية الحقة تكمن في الطاعة له، والفرح الحق يمكن في حمل الصليب مع يسوع، والغنى الحق يكمن في التجرد عن الأشياء.

كيف يتم ذلك؟ كيف يمكن ذلك؟

لا يمكن أن يفهمه إلا من قرر المسير وراء يسوع. "تعال وانظر"، إفعل فتر. مع القبول الوديع والمتواضع لحضور الله في حياتنا، نضحي تحقيق كلمات النبي أشعياء: " لفِتْيانُ يَتعَبونَ ويُعيَون والشُّبَّانُ يَعثُرونَ عِثارًا. أَمَّا الرَّاجونَ لِلرَّبّ فيَتَجَدَّدونَ قُوَّةً يَرتَفِعونَ بِأَجنِحَةٍ كالعِقْبان يَعْدونَ ولا يُعْيَون يَسيرونَ ولا يَتعَبون".

نعم، الرب يعطينا أجنحة، ولكنه يبقي أقدامنا على الأرض، كتلاميذ حقيقيين للإله المتجسد.

البابا في المقابلة العامة يتناول موضوع العائلة

أيُّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاء، نبدأُ اليومَ سلسلةَ تعاليمٍ جديدةً حولَ موضوعِ العائلةِ، وبالتالي أرغبُ بأنْ أنطلقَ من الجمعيّةِ السينودسيّةِ التي عُقِدَتْ في شهرِ تشرينَ الأوّلِ (أكتوبر) الماضي تحتَ عنوانِ: “التحدّياتُ الراعويّةُ للعائلةِ في إطارِ البشارةِ الجديدةِ بالإنجيلِ”، إذْ أنّهُ من المُهمِّ أنْ نُذكّرَ كيفَ تمّتْ وماذا صدرَ عنها. طلبتُ قبلَ كلِّ شيءٍ من آباءِ السينودسِ أنْ يتكلّموا بصدقٍ وشجاعةٍ ويُصغوا بتواضعٍ. فكانتْ فُسحةُ حريّةٍ كبيرةٍ، عبّرَ خلالَها كلٌّ عن فكرهِ بشجاعةٍ وثقةٍ، ولم تضعْ أيّةُ مداخلةٍ موضعَ نقاشٍ الحقائقَ الأساسيّةَ لسرِّ الزواجِ: عدمُ الإنحلالِ، الوحدةُ، الأمانةُ والإنفتاحُ على الحياةِ. بعدَها تمَّ جمعُ كلَّ المداخلاتِ وبلغنا هكذا إلى المرحلةِ الثانيةِ، أي التقريرُ ما بعد المناقشةِ. وحولَ هذا التقريرِ دارتْ نقاشاتُ حلقاتِ العملِ المصغَّرةِ وشُكِّلَتْ المرحلةُ الثالثةُ، قَدّمتْ في ختامِها كلُّ مجموعةٍ مداخلتَها. بعدها قامتْ لجنةٌ بتفحّصِ الإقتراحاتِ الصادرةِ عن حلقاتِ الحوارِ المُصغَّرةِ وصدرَ عنها التقريرُ النهائيُّ وهذه هي المرحلةُ الرابعةُ. هكذا تمّتِ الجمعيّةُ العامةُ للسينودسِ بحضورِ الأبِ الأقدَسِ الذي هو ضمانةُ الحريّةِ والثّقةِ للجميعِ وضمانةٌ للأمانةِ لتعليمِ الكنيسةِ. فالسينودسُ ليسَ برلمانًا، وإنَّما فسحةٌ لكي يعملَ فينا الروحُ القدسُ. لتساعدْنا العذراءُ مريمَ على اتباعِ مشيئةِ اللهِ واتخاذِ القراراتِ الراعويّةِ التي تقدِّم للعائلةِ مُساعدةً أكبرَ وأفضل

البابا يرحب بالحجاج الناطقين باللغة العربية

أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللغةِ العربية، وخاصةً بالقادمينَ منالشّرق الأوسط. أيُّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاء، إنّ العائلةَ التي تعيشُ فرحَ الإيمانِ وتنقُلَهُ هيَ ملحٌ للأرضِ ونورٌ للعالمِ، وهيَ خميرةٌ للمجتمعِ بأسرهِ. عيشوا على الدوامِ بإيمانٍ وبساطةٍ على مثالِ عائلةِ الناصرةِ المقدّسَةِ. وليرافقكُم دائمًا فرحُ الربِّ وسلامُهُ!