في هذا الأسبوع، تضع الليتورجية اللاتينية أمامنا نصوصًا عن الانتظار المسيحاني في العهد القديم. من الجميل أن نقرأ هذه النصوص في إطارها، أي عندما لم يكن المؤمنون يعرفون بأية طريقة سيتجلى المسيح في التاريخ. نرى في هذه القراءات الرغبة العظيمة بالخلاص، بالتناغم، بالعدالة، بالنظام. تستجوب هذه النصوص نفوسنا فتُسائلنا عمّا فعلنا بروح الدهشة، تلك الروح التي تميّز الأطفال. هل باتت حواسنا معتادة حتى اللامبالاة نحو الآب الذي أحب العالم وأرسل ابنه الوحيد؟ هل تنقصنا تلك الدهشة التي تجعلنا نرتعش أمام عظمة هبة الله؟
الدهشة ليست فقط بدء الفلسفة، بل هي الشعور الذي يرافق نمو ونضوج الإيمان. إنجيل اليوم يدعونا لكي نضحي مثل الأطفال، لا من حيث الجهل، بل من حيث البساطة أمام سر الله المتجدد الذي أحب الإنسان فصار إنسانًا.