في اليومِ الأوّلِ منَ الزيارةِ الرسوليّةِ شئتُ أنْ أكرّمَ ضريحَ أتاتوركَ والتقيتُ بسلطاتِ البلادِ، وشدّدتُ على أهميّةِ أنْ يلتزمَ المسيحيونَ والمسلمونَ معًا من أجلِ التضامنِ والسلامِ والعدالةِ مُؤَكدًا أنّهُ ينبغي على كلِّ دولةٍ أنْ تضمنَ للمواطنينَ وللجماعاتِ الدينيّةِ حريّةَ عبادةٍ حقيقيّةٍ.
في اليومِ الثاني زرتُ بعضَ الأماكنِ التي تُشَكِّلُ رموزًا لمختلفِ الطوائفِ الدينيّةِ الحاضرةِ في تركيا. وكانَ في صُلبِ ذلكَ اليوم الإحتفالُ الافخارستيُّ الذي جمعَ في الكاتدرائيةِ رعاةً ومؤمنينَ من مُختلفِ الطقوسِ الكاثوليكيّةِ الحاضرةِ في البلادِ واستدعينا معًا الروحَ القدسَ الذي يصنعُ وحدةَ الكنيسةِ في الإيمانِ، والمحبةِ والتماسُكِ الداخليّ.
أمّا في اليومِ الثالثِ والأخيرِ، يوم عيد القديسِ أندراوسَ الرسولِ، فقُدِّمَ الإطارُ المثاليُّ لتوثيقِ العلاقاتِ الأخويّةِ بينَ أسقفِ روما، وبطريركِ القسطنطينيّةِ المسكونيِّ، وقد جدّدتُ مع صاحبِ الغبطةِ برثلماوس الأول الإلتزامَ المتبادلَ للمتابعةِ في الدربِ نحوَ استعادةِ ملءِ الشركةِ بينَ الكاثوليكِ والأرثوذكس. ومعًا وقَّعنا بيانًا مُشتركًا، مرحلةٌ إضافيّةٌ في هذه المسيرةِ.
أيّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاءُ، لنرفعِ الصلاةَ، بشفاعةِ العذراءِ مريم، لكيما يخصبَ الروحُ القدسُ هذه الزيارةَ الرسوليّةَ ويعزّزَ في الكنيسةِ الحماسَ الإرساليَّ ليُعلنَ لجميعِ الشعوبِ، في الإحترامِ والحوارِ الأخويّ، أنَّ الربَّ يسوعَ هو حقٌّ وسلامٌ وحبٌّ.
***
جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية