اختتم البابا فرنسيس منذ يومين الزيارة التي كان قد قام بها الى تركيا ودامت ثلاثة أيام جال فيها ما بين أنقرة واسطنبول. حوت هذه الزيارة عدة محطات ولقاءات طبعت العلاقة المتواجدة ما بين الكنيستين، وقد خلفت هذه الرحلة وبحسب ما أوردته إذاعة الفاتيكان، تأثيرًا كبيرًا على العلاقات المسكونية والحوار بين الأديان الى جانب الإعلان المشترك الموقع من قبل البابا فرنسيس والبطريرك برتلماوس الأول.
طبع الإعلان المشترك وكما هو معلوم، بتحفيز الجهود للبحث عن الوحدة المسيحية والدعوة الى حوار بناء مع المسلمين: “نحن نعبر عن اعلاننا الصريح والثابت، مع الطاعة الكاملة لإرادة ربنا يسوع المسيح، لكي نكثف جهودنا في تعزيز الوحدة الكاملة بين كل المسيحيين، وبشكل خاص بين الكاثوليك والأرثوذكس. كذلك، نحن عازمون على دعم الحوار اللاهوتي الذي أطلقته اللجنة الدولية المشتركة التي أسسها منذ 35 سنة البطريرك المسكوني ديمتريوس والبابا يوحنا بولس الثاني هنا في الفنار والتي تتعامل مع أكثر المسائل خطورة والتي وسمت تاريخ انقسامنا والتي تتطلب دراسة عميقة ومفصلة. تحقيقًا لبلوغ هذه الغاية، نحن نؤكد صلاتنا الحارة كرعاة للكنيسة، طالبين من المؤمنين أن ينضموا الينا بالصلاة “لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي.” جاء في المصدر عينه أيضًا، ومن خلال القراءة الشاملة لزيارة البابا الى تركيا، أن فرنسيس وقبيل تركه اسطنبول يوم الأحد التقى مجموعة من الشباب بمن فيهم عدد كبير من اللاجئين من الشرق الأوسط وأفريقيا وقد وصفت مراسلة الإذاعة الزيارة بالهادفة وهذا اللقاء سمح أيضًا بتذكير المجتمع الدولي بالعدد الكبير من اللاجئين الذين زحفوا الى تركيا من مناطق مجاورة في سوريا.
كانت زيارة البابا حافلة جدًّا وتخللتها لحظات كثيرة مهمة ولا يخفى بأن ما أثار دهشتنا جميعًا هو انحناء الحبر الأعظم لطلب بركة البطريرك خلال القداس في اسطنبول وبحسب الموقع عينه، فقد أظهر ذلك حجم الصداقة بين القائدين وحجم الحوار المسكوني المتواجد بين الكنيستين، الى جانب النظرة البعيدة للمكان الذي يقود كل منهما كنيسته إليه، وتختم مراسلة إذاعة الفاتيكان بالقول ان هذا تقدم بطيء ولكن ملحوظ تجاه المصالحة والوحدة المسيحية بين الشرق والغرب.